الخميس، 27 أبريل 2023

الكلم الطيب تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني{من 1 الي254.}

الكلم الطيب تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

- فصل في فضل الذكر

1 ( صحيح ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ "

قالوا : بلى يا رسول الله قال : " ذكر الله "

2 ( صحيح ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" سبق المفردون " قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال :

" الذاكرون الله كثيرا والذاكرات "

3 ( صحيح ) وذكر عبد الله بن بسر : أن رجلا قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به . قال :

" لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى "

4 ( صحيح ) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت "

5 ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ترة : ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة " أي : نقص وتبعة وحسرة .

 

2 فصل فضل التحميد والتهليل والتسبيح

6 ( صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه "

7 ( صحيح ) وقال : " من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه

( خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "

8 ( صحيح ) وفيهما أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "

9 ( صحيح ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس "

10 ( صحيح ) وقال سمرة بن جندب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "

11 ( صحيح ) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :

كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

" أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ " فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال :

" يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة "

12 ( صحيح ) عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى

الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ " قالت : نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضي نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته "

13 ( ضعيف ) وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال :

" ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ؟ فقال : سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك "

14 ( صحيح ) وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علمني كلمات أقولهن ؟ قال : قل :

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم " قال : فهؤلاء لربي فما لي ؟ قال : قل :

" اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني "

فلما ولى الأعرابي قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" لقد ملأ يديه من الخير " .

15 ( حسن ) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "

16 ( صحيح ) وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :

" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ " فقلت : بلى يا رسول الله قال : " قل : لا حول ولا قوة إلا بالله "

 

3 فصل في ذكر الله تعالى طرفي النهار

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) [ الأحزاب : 41 42 ]

الأصيل : ما بين العصر إلى المغرب .

وقال تعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) [ غافر : 55 ]

وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) [ غافر : 55 ]

وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) [ ق : 39 ]

( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) [ الأنعام : 52 ]

( فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا ) [ مريم : 11 ]

( ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ) [ الطور : 49 ]

( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) [ الروم : 17 ]

( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) [ هود : 114 ]

17 ( صحيح ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه "

18 ( صحيح ) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :

" أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر "

وإذا أصبح قال ذلك أيضا : " أصبحنا وأصبح الملك لله . . . . . "

19 ( حسن صحيح ) وقال عبد الله بن خبيب :

خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لبنا فأدركناه فقال : " قل " فلم أقل شيئا ثم قال : " قل " فلم أقل شيئا قال : " قل " قلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال :

" قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء "

20 ( حسن صحيح ) وذكر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه يقول : " إذا أصبح أحدكم فليقل : اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور .

وإذا أمسى فليقل : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير "

21 ( صحيح ) وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .

من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة "

22 ( حسن صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال :

" قل : اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وفي رواية : وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم .

قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك "

23 ( صحيح ) وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء "

24 ( ضعيف ) وعن ثوبان وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من قال حين يمسي : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا كان حقا على الله أن يرضيه "

25 ( ضعيف ) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من قال حين يصبح أو يمسي : اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار "

26 ( ضعيف ) وعن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة [ أو بأحد من خلقك ] فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته "

27 ( صحيح ) وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح :

" اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " . قال وكيع : يعني الخسف .

28 ( ضعيف ) وعن طلق بن حبيب قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال : يا أبا الدرداء قد احترق بيتك . فقال : ما احترق لم يكن الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح :

" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم "

 

4 فصل فيما يقال عند المنام

29 ( صحيح ) قال حذيفة رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال :

" باسمك اللهم أموت وأحيا " . وإذا استيقظ من منامه قال :

" الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور " .

30 ( صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم :

" كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ : ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) و( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات "

31 ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه :

أنه أتاه آت يحثو من الصدقة وكان قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم عليها ليلة بعد ليلة فلما كان في الليلة الثالثة قال : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وكانوا أحرص شيء على الخير فقال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختمها فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال :

" صدقك وهو كذوب [ ذاك شيطان ] " .

32 ( صحيح ) وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من قرأ الآيتين من آخر سورة ( البقرة ) في ليلة كفتاه " .

33 ( ضعيف ) وقال علي رضي الله عنه :

ما كنت أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث من آخر سورة ( البقرة ) .

34 ( إسناده جيد ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده .

وإذا اضطجع فليقل :

باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "

وفي لفظ آخر :

" إذا استيقظ أحدكم فليقل : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره "

35 ( صحيح ) وعن علي رضي الله عنه :

أن فاطمة رضي الله عنها آتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها . قال علي : فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذنا مضاجعنا فقال :

" ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين فإنه خير لكما من خادم "

قال علي : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قيل له : ولا ليلة صفين ؟ قال : : ولا ليلة صفين .

36 ( صحيح ) وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول :

" اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " ( ثلاث مرات ) .

37 ( حسن صحيح ) وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ورواه من طريق حذيفة رضي الله عنه .

38 ( صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال :

" الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي " .

39 ( صحيح ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول :

" اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية " .

قال ابن عمر : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

40 ( ضعيف ) وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من قال حين يأوي إلى فراشه : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا " .

41 ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه :

" اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا ممن الفقر "

42 ( صحيح ) وقال البراء بن عازب رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا آتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل :

اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول "

 

5 فصل فيما يقوله المستيقظ من نومه ليلا

43 ( صحيح ) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال : اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته " .

44 ( صحيح دون قوله : " وذكر الله تعالى حتى يدركه النعاس ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أوى إلى فراشه طاهرا وذكر الله تعالى حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه "

45 ( ضعيف ) وعن عائشة رضي الله عنها :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال :

" لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "

46 ( إسناده جيد ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا استيقظ أحدكم فليقل : الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي "

47 ( ضعيف ) ويذكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :

أمرنا [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] أن نستغفر بالأسحار سبعين مرة .

 

6 فصل فيما يقوله من يفزع ويقلق في منامه

48 ( ضعيف جدا ) عن بريدة قال : شكا خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط أحد منهم علي وأن يبغي علي عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت " .

49 ( حسن إلا " وكان عبد الله . . " ) وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات :

" أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " . قال :

وكان عبد الله بن عمرو يعلمهن من عقل من بنيه ومن لم يعقل .

7 فصل فيما يصنع من رأى رؤيا

50 ( صحيح ) قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : سمعت أبا قتادة بن ربعي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره إن شاء الله " .

قال أبو سلمة : إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل فلما سمعت بهذا الحديث فما كنت أباليها .

وفي رواية : قال : إن كنت أرى الرؤيا تهمني حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإن رأى ما يكره فلا يحدث به وليتفل عن يساره [ ثلاثا ] وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شر ما رأى فإنها لن تضره " .

51 ( صحيح ) وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه "

52 ( ضعيف ) ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قص عليه رؤيا فقال :

" خيرا رأيت وخيرا يكون "

( ضعيف جدا ) وفي رواية : " خير تلقاه وشر توقاه وخير لنا وشر على أعدائنا والحمد لله رب العالمين " .

 

8 فصل في فضل العبادة بالليل

قال الله تعالى : ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ) إلى قوله :

( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا ) [ المزمل : 1 5 ]

وقال تعالى : ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) [ الإسراء : 79 ]

( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) [ الدهر : 26 ]

53 ( صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الأخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له "

54 ( حسن صحيح ) وعن عمرو بن عبسة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

" أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن "

55 ( صحيح ) وقال جابر : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

" إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عز وجل خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة "

وقال الله تعالى : ( والمستغفرين بالأسحار ) [ آل عمران : 17 ]

56 ( ضعيف ) ويذكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :

" أمرنا أن نستغفر بالليل سبعين استغفارة "

 

9 فصل في تتمة ما يقول إذا استيقظ

57 ( إسناده جيد ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا استيقظ أحدكم فليقل : الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره "

58 ( ضعيف جدا ) وعنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ما من رجل ينتبه من نومه فيقول : الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة . الحمد لله الذي بعثني سالما سويا أشهد أن الله يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير إلا قال : صدق عبدي "

 

10 فصل [ فيما يقول إذا خرج من منزله ]

59 ( حسن صحيح ) قال أنس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من قال يعني إذا خرج من بيته : بسم الله توكلت على الله . لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له : كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي "

60 ( حسن صحيح ولكن قوله : " رفع الطرف " فهو شاذ ) وقالت أم سلمة رضي الله عنها : ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيتي [ قط ] إلا رفع طرفه إلى السماء فقال :

" اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي "

 

11 فصل في دخول المنزل

61 ( صحيح ) قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء "

62 ( ضعيف ) وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا ولج الرجل بيته فليقل : اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا بسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا . ثم ليسلم على أهله "

63 ( حسن صحيح ) وقال أنس رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك "

 

12 فصل في دخول المسجد والخروج منه

64 ( حسن ) يذكر عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل إلى المسجد قال :

" بسم الله اللهم صل على محمد وإذا خرج قال : بسم الله اللهم صل على محمد "

65 ( صحيح ) وعن أبي حميد أو أبي أسيد رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل :

اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك "

66 ( صحيح ) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال :

" أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم " . قال :

" فإذا قال ذلك قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم "

 

13 فصل في الأذان ومن يسمعه

67 ( صحيح ) قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا "

68 ( صحيح ) وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل فإذا ثوب بالصلاة أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه فيقول : اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى "

69 ( صحيح ) وقال أبو سعيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة "

70 ( صحيح ) وقال أبو سعيد رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن "

71 ( صحيح ) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة "

72 ( صحيح ) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال : أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال : حي على الصلاة قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : حي على الفلاح قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : الله أكبر الله أكبر قال : الله أكبر الله أكبر ثم قال : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة "

73 ( صحيح ) وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة "

74 ( حسن ) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :

أن رجلا قال : يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه "

75 ( ضعيف بهذا اللفظ والتمام ) وقال أنس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة " قالوا : فماذا نقول يا رسول الله ؟ قال : " سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة "

76 ( حسن صحيح ) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ثنتان لا تردان أو قلما تردان : الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا "

77 ( ضعيف ) وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت :

علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب :

" اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك فاغفر لي "

78 ( ضعيف ) وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالا أخذ في الإقامة فلما أن قال : قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" أقامها الله وأدامها "

 

14 فصل في استفتاح الصلاة

79 ( صحيح ) قال أبو هريرة رضي الله عنه :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال : أقول :

" اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد "

80 ( صحيح ) وعن جبير بن مطعم :

أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة قال :

" الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا [ ثلاثا ] أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه "

نفخه : الكبر ونفثه : الشعر وهمزه : الموتة .

81 ( صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها وأبي سعيد وغيرهما أن النبي كان إذا افتتح الصلاة قال :

" سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك "

82 ( صحيح الإسناد بتخريج غير مسلم ) وخرج مسلم عن عمر رضي الله عنه أنه كبر ثم استفتح به .

83 ( صحيح ) وقال علي رضي الله عنه :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال :

" وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك "

ويقال : إن هذا كان في صلاة الليل .

84 ( صحيح ) ومما جاء في صلاة الليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل :

" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "

85 ( صحيح ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل :

" اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن [ ولك الحمد ] أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقائك الحق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت "

 

15 فصل في دعاء الركوع والقيام منه والسجود والجلوس بين الجلستين

86 ( صحيح بشواهده ) عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا ركع :

" سبحان ربي العظيم " ثلاث مرات .

وإذا سجد قال :

" سبحان ربي الأعلى " ثلاث مرات .

87 ( صحيح ) وفي حديث علي رضي الله عنه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

وإذا ركع يقول في ركوعه :

" اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي " .

وإذا رفع رأسه من الركوع يقول :

" سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعدي "

وإذا سجد يقول في سجوده :

" اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين "

88 ( صحيح ) وقالت عائشة رضي الله عنها :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده :

" سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " يتأول القرآن .

تريد قوله تعالى : ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) [ النصر : 3 ] .

89 ( صحيح ) وقالت عائشة رضي الله عنها :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده :

" سبوح قدوس رب الملائكة والروح " .

90 ( صحيح ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم "

91 ( إسناده صحيح ) وقال عوف بن مالك : قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة ( البقرة ) لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ قال : ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه :

" سبحان ذي والجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة "

ثم قال في سجوده مثل ذلك .

92 ( صحيح ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" سمع الله لمن حمده " حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم :

" ربنا ولك الحمد " وفي لفظ صحيح :

" ربنا لك الحمد "

والمتفق عليه في لفظ الصحيحين :

" ربنا ولك الحمد " و" اللهم ربنا لك الحمد "

93 ( صحيح ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال :

" اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .

94 ( صحيح ) وقال رفاعة بن رافع : كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال : " سمع الله لمن حمده " فقال الرجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال :

" من المتكلم ؟ " . قال : أنا قال :

" رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول " .

95 ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " .

96 ( صحيح ) وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده :

" اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيه وسره " .

97 ( صحيح ) وقالت عائشة رضي الله عنها :

فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة [ من الفراش ] فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول :

" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "

98 ( إسناده جيد ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين :

" اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وعافني وارزقني " .

99 ( صحيح ) وفي حديث حذيفة رضي الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين :

" رب اغفر لي رب اغفر لي " .

 

16 فصل في الدعاء في الصلاة وبعد التشهد

100 ( صحيح ) قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال " .

101 ( صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة :

" اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم " قال له قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم ؟ فقال :

" إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف "

102 ( صحيح ) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :

أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ؟ قال : " قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "

103 ( صحيح ) وفي حديث علي رضي الله عنه عن صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :

" اللهم اغفر لي ما قدمت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت "

104 ( صحيح الإسناد ) وفي " سنن أبي داود " : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل :

" كيف تقول في الصلاة ؟ " قال : أتشهد وأقول :

" اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" حولها ندندن "

105 ( ضعيف الإسناد ) وعن شداد بن أوس رضي الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته :

" اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب "

106 ( إسناده صحيح ) وعن عطاء بن السائب عن أبيه قال :

صلى بنا عمار بن ياسر رضي الله عنه صلاة فأوجز فقال له بعض القوم :

لقد خففت أو أوجزت الصلاة فقال : أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام تبعه رجل من القوم فسأله عن الدعاء ؟ فقال :

" اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين "

107 ( صحيح ) قال ثوبان رضي الله عنه :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا وقال :

" اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام "

108 ( صحيح ) وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة قال :

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد "

109 ( صحيح ) وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم :

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون "

وقال ابن الزبير رضي الله عنهما :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل دبر كل صلاة "

110 ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه :

أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال :

" ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ "

قالوا : بلى يا رسول الله قال :

" تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين "

قال أبو صالح : يقول : سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهم كلهن ثلاثا وثلاثين "

111 ( صحيح ) وعنه أيضا : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "

112 ( صحيح الإسناد ) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل : يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا وذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان "

قال : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده قالوا : يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل ؟ قال :

" يأتي أحدكم يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقول ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولها "

113 ( صحيح ) وخرجوا عن عقبة بن عامر قال :

" أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة "

114 ( حسن لغيره ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال :

قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الدعاء أسمع ؟ قال :

" جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات "

115 ( إسناده صحيح ) وعن معاذ بن جبل :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال :

" يا معاذ إني والله لأحبك فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول :

" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "

 

17 فصل في الاستخارة

116 ( صحيح ) قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول :

" إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل :

اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر وتسميه باسمه خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به "

117 ( واه جدا ) ويذكر عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك فإن الخير فيه " .

[ وما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وتثبت في أمره ] فقد قال الله تعالى : ( وشاورهم في الأمر

فإذا عزمت فتوكل على الله ) [ آل عمران : 159 ] .

قال قتادة : ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا لأرشد أمرهم .

 

18 فصل في الكرب والهم والحزن

118 ( صحيح ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب :

" لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم "

119 ( حسن ) وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :

أنه كان إذا حزبه أمر قال :

" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث "

120 ( ضعيف ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا همه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال :

" سبحان الله العظيم " وإذا اجتهد في الدعاء قال :

" يا حي يا قيوم "

121 ( حسن ) وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "

122 ( صحيح ) وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب ؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئا " وفي الرواية أنها تقال سبع مرات .

123 ( صحيح ) وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له "

وفي رواية :

( ضعيف ) " إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه كلمة أخي يونس عليه السلام "

124 ( صحيح ) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا "

 

19 فصل في لقاء العدو وذي السلطان

125 ( صحيح الإسناد ) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال :

" اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم "

126 ( صحيح ) ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند لقاء العدو :

" اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل "

127 ( ضعيف ) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه كان في غزوة فقال :

" يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين "

قال أنس : فقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين يديها ومن خلفها "

128 ( ضعيف جدا ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا خفت سلطانا أو غيره فقل : لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم لا إله إلا أنت عز جارك وجل ثناؤك [ ولا إله غيرك ] "

129 ( صحيح ) وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

" ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) [ آل عمران : 173 ] قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها محمد حين قال له الناس : 0 إن الناس قد جمعوا لكم ) [ آل عمران : 173 ] "

 

20 فصل في الشيطان يعرض لابن آدم

قال الله تعالى : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين . وأعوذ بك رب أن يحضرون ) [ المؤمنون : 98 99 ]

130 ( صحيح ) وفي حديث أبي سعيد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول :

" أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه " . لقول الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) [ فصلت : 36 ]

والأذان يطرد الشيطان .

131 ( صحيح ) قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي النداء أقبل فإذا ثوب بالصلاة أدبر يعني أقيمت الصلاة فإذا قضي التثويب أقبل )

132 ( صحيح ) وقال سهيل بن أبي صالح :

( أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه فأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال : لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر )

133 ( ضعيف ) وعن زيد بن أسلم :

" أنه ولي معادن فذكروا كثرة الجن بها فأمرهم أن يؤذنوا كل وقت ويكثروا من ذلك فلم يكونوا يرون بعد ذلك شيئا "

134 ( صحيح ) وقال أبو الدرداء رضي الله عنه :

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول : " أعوذ بالله منك " ثم قال : " ألعنك بلعنة الله ثلاثا " وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلم فرغ من الصلاة قلنا له : يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال :

" إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ثلاث مرات فلم يستأخر ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة "

135 ( صحيح ) وقال عثمان بن أبي العاص :

قلت : يا رسول الله إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :

" ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا " ففعلت ذلك فأذهبه الله عني .

136 ( حسن ) وقال أبو زميل : قلت لابن عباس رضي الله عنهما :

ما شيء أجده في نفسي يعني شيئا من شك ؟ فقال لي :

" إذا وجدت في نفسك شيئا فقل : هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم "

 

21 فصل في التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ) [ آ 1 ل عمران : 156 ]

137 ( صحيح ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله عز وجل ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان "

138 ( إسناده ضعيف ) وعن عوف بن مالك رضي الله عنه :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه لما أدبر : حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل : حسبي الله ونعم الوكيل "

 

22 فصل فيما ينعم به على الإنسان

قال الله تعالى في قصة الرجلين : ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) [ الكهف : 39 ]

139 ( ضعيف ) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ومال وولد فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت "

140 ( حسن ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى ما يسره قال :

" الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يسؤوه قال : الحمد لله على كل حال "

 

23 فصل فيما يصاب به المؤمن من صغير وكبير

قال الله تعالى : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [ البقرة : 156 157 ]

141 ( إسناده ضعيف جدا ) ويذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ليسترجع أحدكم في كل شيء حتى في شسع نعله فإنها من المصائب "

142 ( صحيح ) وقالت أم سلمة رضي الله عنها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها "

قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه : رسول الله صلى الله عليه وسلم .

143 ( صحيح ) وقالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال :

" إن الروح إذا قبض تبعه البصر " فضج ناس من أهله فقال :

" لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون " ثم قال :

" اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه "

 

24 فصل في الدين

144 ( حسن ) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أن مكاتبا جاءه فقال : إني عجزت عن كتابتي فأعني .

قال : ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل [ صير ] دينا أداه الله عنك ؟ قل :

" اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك "

 

25 فصل في الرقى

145 ( صحيح ) قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :

انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بغضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا : [ يا ] أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة [ قال : ] فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم : اقسموا فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان [ فننظر ما يأمرنا ] فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال :

" وما يدريك أنها رقية ؟ " ثم قال :

" قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما " فضحك النبي صلى الله عليه وسلم .

146 ( صحيح ) وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما :

" أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عن لامة " ويقول :

" إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق "

147 ( صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كان به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان بن عيينة سبابته بالأرض ثم رفعها وقال :

" بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا "

148 ( صحيح ) وعنها :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول :

" اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "

149 ( صحيح ) وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال سول الله صلى الله عليه وسلم :

" ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل : بسم الله ( ثلاثا ) . وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر "

150 ( حسن ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله "

 

26 فصل في دخول المقابر

151 ( صحيح ) قال بريدة رضي الله عنه :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم :

" السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لا حقون نسأل الله لنا ولكم العافية "

 

27 فصل في الاستسقاء

152 ( صحيح الإسناد ) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :

أتت النبي عليه الصلاة والسلام بواك : فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل " فأطبقت عليهم السماء .

153 ( حسن ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت :

شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال :

" إنكم شوكتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم " ثم قال :

( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ) . لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين " .

ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله عز وجل سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله تعالى فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال :

" أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله "

 

28 فصل في الريح

154 ( صحيح ) قال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب . فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها "

155 ( صحيح ) وقالت عائشة رضي الله عنها :

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال :

" اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به "

156 ( صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول :

" اللهم إني أعوذ بك من شرها " فإن مطر قال : " اللهم صيبا هنيئا "

 

29 فصل في الرعد

157 ( صحيح الإسناد موقوفا ) كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال :

سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .

158 ( مقطوع ) وعن كعب أنه قال :

من قال ذلك ثلاثا عوفي من ذلك الرعد .

159 ( ضعيف ) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق يقول :

" اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك "

 

30 فصل في نزول الغيث

160 ( صحيح ) قال زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه :

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية [ في أثر سماء كانت من الليل ] فلما انصرف أقبل على الناس فقال :

" هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ "

قالوا : الله ورسوله أعلم . قال :

" قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب "

161 ( صحيح ) قال أنس رضي الله عنه :

دخل رجل المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله يديه ثم قال :

" اللهم أغثنا اللهم أغثنا "

قال أنس :

والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بنيان ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس لما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال :

" اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر " فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس .

 

31 فصل في رؤية الهلال

162 ( صحيح بشواهده ) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال :

" الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ربنا وربك الله "

 

32 فصل في الصوم والإفطار

163 ( ضعيف ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم "

164 ( ضعيف الإسناد ) وقال ابن أبي مليكة : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد " . قال ابن أبي مليكة : سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما إذا أفطر يقول :

اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي .

165 ( ضعيف ) ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أفطر قال :

" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت "

166 ( ضعيف ) ومن وجه آخر :

" اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم "

 

33 فصل في السفر

167 ( ضعيف الإسناد ) يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

" ما خلف رجل عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد السفر "

168 ( حسن الإسناد ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه "

169 ( صحيح الإسناد ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله إذا استودع شيئا حفظه "

170 ( صحيح ) وقال سالم :

كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفرا : ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول :

" أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " .

( ضعيف ) ومن وجه آخر : كان يعني النبي صلى الله عليه وسلم إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره . 171 ( حسن غريب ) وقال أنس بن مالك رضي الله عنه :

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أريد سفرا زودني فقال :

" زودك الله التقوى " . قال : زدني . قال :

" وغفر ذنبك " . قال : زدني . قال :

" ويسر لك الخير حيثما كنت " .

172 ( حسن ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه :

أن رجلا قال : يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني قال : " عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف "

فلما ولى الرجل قال : " اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر "

34 فصل في ركوب الدابة

173 ( حسن صحيح ) قال علي بن ربيعة :

شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ثم قال :

( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) [ الزخرف : 13 14 ] ثم قال : الحمد لله ثلاث مرات ثم قال : الله أكبر ثلاث مرات ثم قال :

سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل : يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت ؟ قال : إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت : يا رسول الله من أي شيء ضحكت ؟ قال :

" إن ربك سبحانه وتعالى يعجب من عبده إذا قال : رب اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري "

174 ( صحيح ) وخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) [ الزخرف : 13 14 ] اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل " . وإذا رجع قالهن وزاد فيهن :

" آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون "

175 ( صحيح ) وفي وجه آخر :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا "

 

35 فصل في ركوب البحر

176 ( ضعيف ) يذكر عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا أن يقولوا : ( بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ) [ هود : 41 ] ( وما قدروا الله حق قدره ) الآية [ الأنعام : 91 ]

36 فصل في الدابة الصعبة

177 ( مقطوع ) قال يونس بن حبيب رحمه الله :

ما من رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها : ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) [ آل عمران : 83 ] إلا وقفت لإذن الله تعالى .

وقد فعلنا ذلك فكان كذلك بإذن الله تعالى .

 

37 فصل في الدابة تنفلت

178 ( ضعيف ) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا [ علي ] يا عباد الله احبسوا [ علي ] فإن لله عز وجل في الأرض حاضرا سيحبسه [ عليكم ] "

 

38 فصل في القرية أو البلدة إذا أراد دخولها

179 ( صحيح ) عن صهيب رضي الله عنه :

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها :

" اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين السبع وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها "

 

39 فصل في المنزل ينزله

180 ( صحيح ) عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" من نزل منزلا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك "

181 ( ضعيف ) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال :

" يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما يدب عليك أعوذ بالله من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد ومن ولد "

 

40 فصل في الطعام والشراب

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) [ البقرة : 172 ]

182 ( صحيح ) قال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يا بني سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك "

183 ( حسن صحيح ) وقالت عائشة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل : بسم الله أوله وآخره "

184 ( ضعيف ) وعن أمية بن مخشي رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل فلم يسم الله تعالى حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال : بسم الله أوله وآخره فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال :

" ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه "

185 ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه :

" ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه "

186 ( ضعيف ) وعن وحشي :

أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال :

" فلعلكم تفترقون "

قالوا : نعم قال صلى الله عليه وسلم : " فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه "

187 ( صحيح ) وقال أنس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها "

188 ( حسن ) وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من أكل طعاما فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر لم ما تقدم من ذنبه "

189 ( ضعيف الإسناد ) وعن أبي سعيد رضي الله عنه :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال :

" الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين "

190 ( إسناده صحيح ) وعن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعاما يقول :

" بسم الله " . وإذا فرغ من طعامه قال :

" اللهم أطعمت وأسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت فلك الحمد على ما أعطيت "

191 ( صحيح ) وخرج البخاري عن أبي أمامة رضي الله عنه :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال :

" الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا "

 

41 فصل في الضيف ونحوه

192 ( صحيح ) ذكر عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال :

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قال : فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها ثم أتي له بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى ثم أتي له بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه .

قال : فقال أبي وأخذ بلجام دابته : ادع الله لنا فقال :

" اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم "

193 ( صحيح الإسناد ) وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة "

194 ( ضعيف السند ) وخرج أيضا عن جابر رضي الله عنه قال :

صنع أبو الهيثم بن التيهان للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما فرغوا قال :

" أثيبوا أخاكم " . قالوا : يا رسول الله وما إثابته ؟ قال :

" إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له فذلك إثابته "

 

42 فصل في السلام

195 ( صحيح ) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :

أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف "

196 ( صحيح ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم "

197 ( موقوف ) وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه :

" ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار "

198 ( حسن ) وقال عمران بن حصين :

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عشر "

ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال : " عشرون "

ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس فقال : " ثلاثون "

199 ( سنده صحيح ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام "

200 ( صحيح ) وخرج أبو داود عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم "

201 ( صحيح ) وقال أنس رضي الله عنه :

" مر النبي صلى الله عليه وسلم على صبيان يلعبون فسلم عليهم "

202 ( حسن ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة "

 

43 فصل في العطاس والتثاؤب

203 ( صحيح ) قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول : يرحمك الله . وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان "

204 ( صحيح ) وقال أيضا : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله فإذا قال له : يرحمك الله فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم "

وفي لفظ أبي داود : " الحمد لله على كل حال "

205 ( صحيح ) وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه "

 

44 فصل في النكاح

206 ( صحيح ) قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة :

" الحمد لله [ نحمده ] ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( وفي رواية زيادة : أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا ) . ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) [ النساء : 1 ] . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) [ آل عمران : 102 ] . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) [ الأحزاب : 70 71 ] "

207 ( حسن صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال :

" بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير "

208 ( حسن ) وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل :

" اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك "

209 ( صحيح ) وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم :

" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا "

 

45 فصل في الولادة

210 ( موضوع ) يذكر أن فاطمة رضي الله عنها لما دنا ولادها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة وزينب بنت جحش أن تأتيا فتقرآ عندها آية الكرسي و( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض ) إلى آخر الآية [ الأعراف : 54 ] و[ يونس : 3 ] ويعوذاها بالمعوذتين .

211 ( إسناده ضعيف ) وقال أبو رافع رضي الله عنه :

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بالصلاة .

212 ( موضوع ) ويذكر عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان "

213 ( إسناده صحيح ) وقالت عائشة رضي الله عنها :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم "

214 ( حسن لشواهده ) وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم :

" أنه أمر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الأذى عنه والعق "

215 ( أخبار صحيحة ) وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم وإبراهيم ابن أبي موسى وعبد الله بن أبي طلحة والمنذر بن أبي أسيد قريبا من ولادتهم .

216 ( إسناده ضعيف ) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم "

217 ( صحيح ) وذكر مسلم في " صحيحه " عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن "

218 ( صحيح دون جملة : " الأنبياء " ) وعن أبي وهب الجشمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة "

219 ( صحيح ) وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء المكروهة إلى أسماء حسنة فكانت زينب تسمى برة . فقيل : تزكي نفسها فسماها زينب وكان يكره أن يقال : خرج من عند برة . وقيل لرجل : ما اسمك ؟ قال : حزن قال : بل سهل وغير اسم عاصية فسماها جميلة وقال لرجل : ما اسمك ؟ قال : أصرم قال : بل أنت زرعة وسمى حربا : سلما وسمى المضطجع : المنبعث وأرضا يقال لها : عفرة سماها : خضرة وشعب الضلالة سماه : شعب الهدى وبنو الزينة سماهم : بني الرشدة "

 

46 فصل في صياح الديك والنهيق والنباح

220 ( صحيح ) ذكر أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا وإذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا "

221 ( صحيح ) وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله منهن فإنهن يرين ما لا ترون "

 

47 فصل في الحريق

222 ( ضعيف ) يذكر عن عمرو عن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه "

 

48 فصل في المجلس

223 ( حسن صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك "

224 ( صحيح ) وفي حديث آخر :

" أنه إذا كان في مجلس خير كان كالطابع له وإن كان مجلس تخليط كان كفارة له "

225 ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة "

226 ( حسن ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه :

" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا "

 

49 فصل في الغضب

قال الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) [ فصلت : 36 ]

227 ( صحيح ) وقال سليمان بن صرد :

كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد "

228 ( ضعيف ) وعن عطية بن عروة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من نار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ "

 

50 فصل في رؤية أهل البلاء

229 ( حسن ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا . لم يصبه ذلك البلاء "

 

51 فصل في دخول السوق

230 ( حسن بمجموع طرقه ) عن عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة "

231 ( غريب فرد ) وعن بريدة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى السوق قال :

" بسم الله اللهم إني أسألك [ من ] خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة "

 

52 فصل في النظر في المرآة

232 ( ضعيف ) يذكر عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر [ وجهه ] في المرآة قال :

" الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وكرم وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين "

233 ( ضعيف ) وعن علي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر [ وجهه ] في المرآة قال :

" الحمد لله اللهم كما أحسنت خلقي فحسن خلقي "

 

53 فصل في الحجامة

234 ( ضعيف ) عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من قرأ آية الكرسي عند الحجامة كانت له منفعة حجامته "

 

54 فصل في الأذن إذا طنت

235 ( ضعيف جدا ) عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل : ذكر الله بخير من ذكرني "

 

55 فصل في الرجل إذا خدرت

236 ( ضعيف ) عن الهيثم بن حنش قال :

كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد فكأنما نشط من عقال .

237 ( موضوع ) وعن مجاهد قال :

خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس : اذكر أحب الناس إليك فقال : محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره .

 

56 فصل في الدابة إذا تعست

238 ( صحيح ) عن أبي المليح عن رجل قال :

كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت : تعس الشيطان فقال :

" لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول : بقوتي ولكن قل : باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب "

 

57 فصل فيمن أهدى هدية ودعي له

239 ( إسناده جيد ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة قال : " اقسميها " .

فكانت عائشة إذا رجعت الخادم تقول : ما قالوا ؟ تقول الخادم : قالوا : بارك الله فيكم فتقول عائشة : " وفيهم بارك الله نرد عليهم مثل ما قالوا ويبقى أجرنا لنا "

 

58 فصل فيمن أميط عنه الأذى

240 ( ضعيف ) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه : أنه تناول من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم أذى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" مسح الله عنك يا أبا أيوب ما تكره "

وفي وجه آخر : " لا يكن بك السوء يا أبا أيوب "

241 ( مرسل ) وعن عمر رضي الله عنه :

أنه أخذ من لحية رجل أو رأسه شيئا فقال الرجل : صرف الله عنك السوء فقال عمر رضي الله عنه : صرف الله عنا السوء منذ أسلمنا ولكن إذا أخذ عنك شيء فقل : أخذت يداك خيرا "

 

59 فصل في رؤية باكورة الثمر

242 ( صحيح ) قال أبو هريرة رضي الله عنه : كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا " .

ثم يعطيه أصغر من يحضر من الولدان .

 

60 فصل في الشيء يعجبه ويخاف عليه العين

قال الله تعالى : ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) [ الكهف : 39 ]

243 ( صحيح ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين "

244 ( صحيح ) ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه فإن العين حق "

245 ( ضعيف الإسناد جدا ) ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من رأى شيئا فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله [ لم يضره العين " يعني : لا يصيبه العين "

246 ( ضعيف السند ) ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم :

" أنه كان إذا خاف أن يصيب شيئا بعينيه قال : اللهم بارك فيه ولا تضره "

247 ( حسن ) وقال أبو سعيد رضي الله عنه :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت ( المعوذتان ) فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما "

 

61 فصل في الفأل والطيرة

248 ( صحيح ) قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" لا عدوى ولا طيرة وأصدقها الفأل . قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الحسنة يسمعها الرجل "

249 ( صحيح ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل .

250 ( إسناده ضعيف جدا ) مثل ما كان في سفر الهجرة فلقيهم رجل فقال : ما اسمك ؟ قال : بريدة . قال :

برد أمرنا "

251 ( صحيح ) وقال :

" رأيت في منامي كأني في دار عقبة بن رافع وأتينا من رطب ابن طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الآخرة وأن ديننا قد طاب "

252 ( صحيح ) وأما الطيرة فقال معاوية بن الحكم رضي الله عنه :

" قلت : يا رسول الله منا رجال يتطيرون . قال : ذلك شيء تجدونه في صدوركم فلا يصدنكم "

253 ( ضعيف الإسناد ) وعن عروة بن عامر قال :

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة فقال : أصدقها الفأل ولا ترد مسلما وإذا رأيتم شيئا تكرهونه فقولوا :

" اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله "

 

62 فصل في الحمام

254 ( ضعيف جدا ) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا وهو أشبه قال :

" نعم البيت الحمام يدخله المسلم إذا دخله سأل الله الجنة واستعاذه من النار "

والحمد لله رب العالمين‏

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

<br /> الكتاب الاول الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية لأبي الثناء شهاب الدين محمود الحسيني الآلوسي البغدادي نزل اللهم يا مجيب السائلين وغياث المستغيثين وناصر السالكين مسالك الهدى وخاذل الهائمين في مهاوي الردى الناكبين عن الصراط السوي، نحمدك على أن هديتنا للاتباع وحفظتنا عن الزيغ والابتداع وأيدتنا بالدليل الجلي والبرهان القطعي. ونصلي ونسلم على من أنزلت عليه القرآن والزمن من الشدة قد فرغ وبعثته مؤيدا بالمعجزات الباهرات لينذر الحاضرين ومن بلغ، فصدع بالحكم الشرعي ونصرته بالرعب قبل المشرفي؛ وعلى صاحبه المخصوص بفضيلة {ثاني اثنين} ومن هو في القبر مضاجعه كهاتين، هذا وقد كانا رفيقين إذ الزمان جاهلي؛ وعلى عمر الذي كانت الشياطين تفر عن ظله وتتفرق هيبة من أجله إذا سمعوا خفق نعله هربوا من الأحوذي؛ وعلى عثمان مصابر البلاء من أيدي الأعداء الذي تستحي منه ملائكة السماء، سلام الله تعالى على ذلك الحيي؛ وعلى علي الذي ملئ علما وخوفا وعاهد على ترك الدنيا فأوفى ونحن والله نحبه أوفى من حب الرافضي؛ وعلى آله وسائر أصحابه وأزواجه وأتباعه الدارجين على منهاجه ما أحرق الشهاب كل شيطان مارد غوي. أما بعد، فيقول أفقر العباد إليه عز شأنه أبو الثناء شهاب الدين السيد محمود المفتي ببغداد عفى عنه: بينما علماء العراق الذين طار صيتهم إلى سائر الآفاق يجرون أذيال أفكارهم في رياض العلوم ويجرون جريال أنظارهم في حياض سرها المكتوم -زمن خلافة مجد ونظام الدين والدنيا ومجدد جهات العدالة العليا ستر الله تعالى في العالم الأكبر والمعير من بعض أنوار جلاله وجماله قرصي الشمس والقمر رب السطوات التي لا تبارى والغرمات التي غرت أن تجارى ظل الله تعالى المبسوط في بسيطته خليفته الأعظم في خليقته السلطان بن السلطان بن السلطان محمود خان العدلي ابن السلطان عبد الحميد خان، جعل الله تعالى حبات قلوب أعاديه منثورة بانتظام نظام مواليه ولا زالت رؤوس الملوك خاضعة لجلاله وأوابها الأيابي مقيدة بين يدي أقواله وأفعاله- إذ وفد عليهم من بلاد لاهور وافد وارتاد في محافل رياضهم رائد، فحط رحله حيث تحط الرجال رحالها وأنزل أصله حيث تبلغ النفوس آمالها، وذلك حضرة فرع الشجرة القادرية وعرف الغالية المحمدية نقيب الأشراف وفخر آل عبد مناف واحد الأحدين وثالث القمرين السيد السند ومقيم الأود الطائر مجده بجناحي البازالي النسر الطائر المقتفي آثار أجداده نجوم الهدى والسادة الأكابر السيد محمود أفندي ابن الحاج زكريا لا زال ثرى مواطئ أقدامه كحلا لعين الثريا. ثم أبرز له ألوكة من علماء لاهور وفقهم الله تعالى لما فيه اغتنام الأجود مشتملة على الاستفتاء عن حكم مسئلة وقعت هنالك وتشعبت في تحقيقها على ما نقل المذاهب والمسالك وتلخيصها: ما قول علماء الدين وأئمة المسلمين ومرشدي الطريقة وجامعي الشريعة والحقيقة -من ساكني دار السلام ومجاوري حضرت علم الأعلام الغوث الرباني والهيكل الصمداني الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره وغمرنا وإياكم بره- في جماعة ظهروا في بلادنا يزعمون أنهم من أهل السنة ويسبون الصحابة خصوصا من خاض لجة الفتنة كمعاوية بن أبي سفيان ومن وافقه في ذلك الشأن، ألهذا أصل أصيل أم هو حديث خرافة من جملة الأباطيل انتهى. ومعها أيضا ورقة فيها أجوبة حقة قد حررها علماء أجلاء ومشايخ فضلاء ورقم كل منهم وراء أجوبة اسمه وختم تحته ليصدق ختمه رقمه، فعرض النقيب جميع ذلك لدى حضرت الوزير الخطير والبدر المنير الفائز بالرياستين الدينية والدنيوية والحائز الحكمتين العلمية والعملية. ثبت الجنان من وثباته ** وثباته يوم الوغى أسد الشرى يقظ يكاد يقول عما في عنيد ** ببديهة أغنته أن يتفكرا بعفو عن الدين العظيم تكرما ** ويصدّ عن قول الخفي متكبرا بين الملوك الغابرين وبينه ** في الفضل ما بين الثريا والثرا جالب قلوب أهل العراق بأنواع الإحسان على محبة سلطانه والمتمثل لأوامره الخاقانية في سره وإعلانه المتفضل على العلماء بما يضيق عن نطاق الحصر والمحب للأولياء قدست أسرارهم في المسمى والجهر جابر كسرى والمنعم علي بما لا يؤدى معشار عشر حقه وإن كنت أبا الثناء شكري مولاي علي رضا باشا لا زال له الرضاء غطاء والعلى فراشا، فأرسلها أيده الله تعالى إلى بعض علماء عصره والفضلاء المعول عليهم في مصره ليرى ماذا يجيبون وبم يرجع المرسلون. فرجعوا بعد برهة لرد من ارتكب السبب فعصى برسالتين إحداهما لعمري سيف والأخرى عصا. ثم أمرني بالجواب وتحرير الكلام في ذلك الباب مع ما أنا فيه الاشتغال بالتفسير وضيق وقتي عن منادمة سمير، فلم أر بدا من الامتثال لأمر من أوجب طاعته الملك المتعال متذكرا ما ورد عن النبي المختار ﷺ: «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار» فشرعت في تأليف هذه العجالة وترصيف هذه الرسالة معتمدا على فيض أكرم مسئول، مرتبا لها على مقدمة وخاتمة وثلاثة فصول. المقدمة في تعريف الصحابي فأقول أما المقدمة ففي تعريف الصحابي: اعلم أن الصحابي في اللغة كما قال شيخ الإسلام القاضي زكريا من صحب غيره ما يطلق عليه اسم الصحبة وإن قلت وهو نسبة إلى الصحابة وهي إحدى المصادر التي جاء فيها فتح التاء وكسرها وعد منها غير قليل أبو محمد بن قتيبة وتكون جمع صاحب وقيدها ابن الأثير بالفتح ثم قال: ولم يجمع فاعل على فعالة إلا هذا، والذي يقتضيه كلام بعض أجلة اللغويين أن الصحابة مصدرا كان أو جمعا يجوز في فائه الفتح والكسرة ولعله المعول عليه والنسبة على تقدير المصدرية من نسبة الشخص إلى من هو منهم وذلك على ما قيل بعد تنزيل الصحابة منزلة أسماء القبائل كتميم وقيس أو الأحياء كقريش وثقيف وإلا فالقياس صاحبي فليفهم. واختلفوا في تعريفه اصطلاحا فذهب الأكثرون ومنهم المحدثون والإمام أحمد وبعض الأصوليين وبعض أصحاب الإمام الشافعي عليه الرحمة إلى أنه من اجتمع بالنبي ﷺ مؤمنا ومات على الإيمان. وبعضهم قال من رأى النبي بدل من اجتمع بالنبي. ويدخل على الأول مثل ابن أم مكتوم ولا يدخل على الثاني إلا بتمحل، لكن يخرج عنه من رآه من بعينه حيث لا يعد ذلك اجتماعا عرفا. وقد عد أئمة الحديث هذا الصنف في الصحابة، ويمكن أن يقال أن عدهم ذلك على سبيل التوسع لشرف منزلة النبي ﷺ. فأعطوا كل من رآه حكم الصحبة كما صرح بذلك أبو المظفر بن السمعاني وأيده كما قال الشمني بما رواه شعبة عن موسى السيلاني قال: أتيت أنس بن مالك فقلت: هل بقي من أصحاب النبي ﷺ غيرك؟ قال: قد بقي ناس من الأعراب قد رأوه وأما من صحبه فلا. انتهى. ففرق بين من له صحبة ومن له رؤية. والظاهر أن المراد من قولهم من اجتمع بالنبي من اجتمع به حال نبوته. ويشهد له أنهم لم يترجموا في الصحابة من ولد له ﷺ قبل النبوة ومات قبلها كالقاسم وترجموا من ولد بعدها كإبراهيم. وعليه يخرج زيد بن عمرو بن نفيل جد سعيد أحد العشرة الذي قال فيه ﷺ إنه يبعث أمة وحده، لأنه اجتمع معه ﷺ قبل النبوة ومات قبل البعثة على الصحيح بخمس سنين على الدين الحنفي. لكن ذكره أبو عبد الله بن منده والبغوي وغيرهما في الصحابة، ولعله مبني على التوسع أيضا. وقد كان يعلم قرب بعثة نبي لكن لم يعلم أنه نبينا محمد بخصوصه. فقد أخرج الفاكهي أنه قال من حديث: وأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من ولد عبد المطلب وما أراني أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي. ومن الغريب نقل الجلال الدواني القول بنبوته وأيده بعضهم بأنه كان يستند إلى الكعبة ثم يقول: هلموا إلي فإنه لم يبق على دين الخليل غيري. وأنت تعلم أن هذا التأييد أضعف من دين ماني. ولم نر نحن هذا النقل عن أحد في الكتب المعول عليها في هذا الباب لغير الجلال والظن فيه حسن. وقولهم مؤمنا حال من فاعل اجتمع، فيخرج من اجتمع به غير مؤمن. وقولهم ومات على الإيمان يخرج من اجتمع به ﷺ مؤمنا ومات -والعياذ بالله تعالى- كافرا كربيعة بن أمية وعبد الله بن جحش وعبد الله بن خطل. ثم ظاهر الكلام أن تخلل الردة لا يضر في إطلاق وصف الصحبة، وهو كذلك عند جمع سواء كان الرجوع إلى الإسلام في حياته ﷺ أم بعد وفاته، لأن أشعث بن قيس ارتد بعد النبي ثم رجع إلى الإسلام بين يدي الصديق الأكبر وزوّجه أخته. ولم يختلف أحد من المحدثين في عده في الصحابة وقال بعض: يشترط عدم تخلل الردة. والمراد من قولهم من اجتمع به ﷺ مؤمنا ومات على الإيمان الاستمرار على الإيمان لا اعتبار الطرفين فقط. وهذا الخلاف على ما قيل ناشئ من الخلاف في أنه هل الردة وحدها تحبط العمل أو هي بشرط الموت عليها. فمن قال بالأول لقوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك} ذهب إلى الثاني، ومن ذهب إلى الثاني لقوله تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم} الآية وهي مقيدة للآية المطلقة لا أنها على التوزيع قال بالأول. وقد حققنا ذلك في تفسيرنا روح المعاني. وهل يدخل من اجتمع به ﷺ ميتا قبل أن يدفن كما وقع لأبي ذؤيب الهذلي الشاعر إن صح محل نظر، ورجح الحافظ العسقلاني عدم الدخول. واستشعر بعضهم من التعريف أنه لا بد أن يكون من يطلق عليه الصحابي مميزا عاقلا، فلا يدخل الأطفال الذين حنّكهم ﷺ كعبد الله بن الحارث بن نوفل وغيره. ويمكن أن يقال بدخولهم بناء على أن الاجتماع أعم من أن يكون بالنفس والاختيار أو بالغير والاضطرار، وأن الإيمان أعم من أن يكون حقيقة أو حكما أو تبعا، كذا قيل. وأنت تعلم أنه لا ينبغي تعميم الإيمان بحيث يشمل إيمان المنافقين لأنهم ليسوا بصحابة قطعا ولا عبرة بإيمانهم وإن أجريت عليهم أحكام المؤمنين من الدفن في مقابرهم ونحو ذلك. وذهب جمهور الأصوليين إلى أن الصحابي من طالت صحبته مدة يثبت معها إطلاق الصاحب عليه عرفا بلا تحديد لمقدارها، وقيل: مقدار ستة أشهر، وقال ابن المسيب: مقدار سنة، وإلا فيشترط الغزو. وقيل: لا يعد صحابيا إلا من وصف بأحد أوصاف أربعة: من طالت مجالسته أو حفظت روايته أو ضبط أنه غزى معه ﷺ أو استشهد بين يديه وقيل غير ذلك. والأصح المختار عند المحققين هو الأول فليحفظ. الفصل الأول ففي بيان أن الصحابة عدول وأما الفصل الأول ففي بيان أن الصحابة عدول اعلم أن أهل السنة -إلا من شذ- أجمعوا على أن جميع الصحابة عدول يجب على الأمة تعظيمهم. فقد أخلصوا الأعمال من الرياء نفلا وفرضا واجتهدوا في طاعة مولاهم ليرضى وغضوا أبصارهم عن الشهوات غضا، فإذا أبصرتهم رأيت قلوبا صحيحة وأجساما مرضى وعيونا قد ألفت السهر فما تكاد تطعم غمضا؛ بادروا أعمارهم لعلمهم أنها ساعات تتقضى، ولله تعالى در من قال فيهم شعرا: لله در أناس أخلصوا عملا ** على اليقين ودانوا بالذي أمروا أولاهم نعما فازداد شكرهم ** ثم ابتلاهم فارضوه بما صبروا وفوا له ثم وافوه بما عملوا ** به سيوفهم يوما إذا نشروا ومن ارتكب منهم من يخالف بعض هذه الأوصاف لم يمت إلا وهو أنقى من ليلة الصدر غير مدنس بوصمة ولا مصر على سيئة. قال الخطيب في الكفاية: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله تعالى لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم. وسرد في ذلك آيات كثيرة وأحاديث شهيرة وتخصيص عموماتها خلاف الأصل ولا دليل عليه وجعل السبب دليلا مما لا يلتفت إليه فقد قالوا: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وإلا لبقي كثير من الأحكام الشرعية بلا دليل وأشكل قوله سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم} كما لا يخفى. ومن سبر الآيات والأخبار والسير والآثار وجد أن الله تعالى قد عدّلهم وأعدّ لهم من الكرامة والزلفى ما أعد لهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى إلى تعديل أحد من الخلق. و"إذا جاء نهر الله تعالى بطل نهر معيقل". ولو لم يرد من الله سبحانه ورسوله ﷺ شيء من ذلك لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرتهم الإسلام وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطعَ بتعديلهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون إثرهم. وهذا مذهب كافة العلماء ممن يعتمد قوله. ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي عليه الرحمة أنه قال: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة والمنتقصون لهم يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى» انتهى. وقال المازري في شرح البرهان: في الصحابة عدول وغير عدول ولا نقطع إلا بعدالة الذين لازموه ﷺ ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه وأما عدالة كل من رآه يوما أو زاره أو اجتمع به لغرض وانصرف فلا نقطع بها بل هي محتملة وجودا وعدما. وإلى نحو هذا ذهب ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب. وتعقبه الشيخ صلاح الدين العلائي بأنه قول غريب يخرج كثيرا من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة كوائل بن حجر ومالك بن الحوريث وعثمان ابن أبي العاص وغيرهم ممن وفد عليه ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف، وكذلك من لم يُعرف إلا برواية الحديث الواحد ولم يدر مقدار إقامته من أعراب القبائل، وفي ذلك ما فيه. وذهبت الشيعة إلى أن أكثر الصحابة غير عدول؛ بل روى سليم بن قيس الهلالي منهم في كتاب وفات النبي ﷺ عن ابن عباس عن أمير المؤمنين وعن غير واحد عن الصادق: أن الصحابة ارتدوا بعد النبي ﷺ إلا أربعة، وفي رواية عن الصادق: إلا ستة. وسبب ارتدادهم بزعمهم تقديمهم أبا بكر على علي كرم الله تعالى وجهه في الخلافة وعدم عملهم بحديث الغدير الذي هو نص عندهم في خلافة الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد رسول الله ﷺ بلا فصل، وثبوته بزعمهم ضروري عند جميع الصحابة من حضر الغدير منهم ومن لم يحضر، والخلافة أخت النبوة ولا فرق بين نافي النبوة عن النبي ﷺ ونافي الخلافة عن علي كرم الله تعالى وجهه في أن كلا منهما كافر، وكذا لا فرق بين الإخلال بشأن النبي والإخلال بشأن الأمير كرم الله تعالى وجهه فإن كلا منهما كفر، وقد جحد الجميع وأخلوا إلا الأربعة أو الستة بشأنه فكفروا، والعياذ بالله تعالى. ولا يخفى أن هذا المذهب في غاية البطلان ونهاية الفساد لأنه يلزم عليه عدم إمكان إثبات مطلب ما من المطالب الدينية، لأن الأدلة عندهم أربعة: كتاب وخبر وإجماع وعقل. وأما الكتاب فنقلته هم الصحابة المرتدون -وحاشاهم- بزعمهم وهم قد حرّفوه وأسقطوا كثيرا من آياته وسوره وغيروا ترتيبه وفعلوا فيه ما فعلوا، والقرآن الحق غير موجود في أيدي الناس وإنما الموجود في أيديهم المصحف المحرف الذي هو أشد تحريفا من التوراة والإنجيل ونقلته أسوء حالا من نقلتهما. فقد روى الكليني عن سالم بن مسيلمة قال: قرء رجل على أبي عبد الله وأنا أسمعه حروفا من القرآن ليس ما يقرؤه الناس فقال أبو عبد الله: مه اكفف عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم فاقرأ كتاب الله تعالى على حده. وفي كتاب الكافي للكليني وغيره أمثال هذه الرواية. وحينئذ يجوز أن تكون الأحكام المذكورة في هذا القرآن منسوخة أو مخصصة بما أسقط منه أو بعضها منسوخا وبعضها مخصصا ويجوز أن يكون كل منها مبدلا مغيرا بما يخالفه. وأما الخبر فحاله عندهم أشهر من نار على علم وهو أيضا لا بد له من ناقل، فهو إما من الشيعة أو من غيرهم، ولا اعتبار لغيرهم عندهم أصلا لأن منتهى وسائطهم في رواياتهم المرتدون المحرفون لكتاب الله تعالى المعادون المعاندون للأمير كرم الله تعالى وجهه وسائر أهل بيته. وأما الشيعة فيقال لهم: كون الخبر حجة إما لأنه قول المعصوم أو وصل بواسطة المعصوم الآخر وعصمة أحد بعينه لا تثبت إلا بخبر لأن الكتاب ساكت عن ذلك وهذا لا يصح التمسك به والعقل عاجز، والمعجزة على تقدير الصدور أيضا موقوفة على الخبر لأن مشاهدة التحدي ورؤية المعجزة لم تتيسر للكل، والإجماع إنما يكون أيضا حجة بدخول المعصوم، مع أن في نقل إجماع الغائبين لا بد من الخبر وفي إثبات عصمة رجل بعينه بخبره أو يخبر المعصوم الآخر الذي وصل الخبر بواسطته دور صريح. وأيضا كون الخبر حجة متوقف على نبوة نبي أو إمامة إمام وإذا لم يثبت بعد أصله كيف يثبت هو. والتواتر ساقط من حين الاعتبار عندهم لأن كتمان الحق والزور في الدين قد وقع من نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا. وخبر الآحاد غير معتبر في هذه المطالب بالإجماع. وأما الإجماع فبطلانه أظهر لأن ثبوته فرع ثبوت الشرع وإذا لم يثبت الأصل لا يثبت الفرع. وأيضا كون الإجماع حجة عندهم ليس بالأصالة بل لكون قول المعصوم في ضمنه. فالمدار على قول المعصوم، وثبوت المعصوم قد علم حاله. وأيضا دخول المعصوم في الإجماع لا يثبت إلا بخبر وقد مر آنفا ما فيه. وأما العقل فالتمسك به إما في الشرعيات أو في غيرها. أما في الشرعيات فيرجع الأمر إلى القياس وهم لا يقولون بحجيته. وأما في غيرها فيتوقف على تجريده من شوائب الوهم والألف والعادة والاحتراز عن الخطأ في الترتيب ونحوه، والعلم بخلوصه مما يخل يتوقف على مرتبة معصوم كنبي وإمام يحكم بذلك، ولا يمكن أن يكون الحاكم العقل إذ يعود الكلام في خلوص حكمه عما ذكر ويلزم ما يلزم، على أن الكلام في الأمور الدينية لا غير والعقل الصرف عاجز عن معرفتها تفصيلا. نعم يمكن العقل ذلك إذا كان مستمدا من الشريعة كأن يكون أصل الحكم مأخوذا من الشارع فحينئذ يقاس عليه. ولما كان القياس باطل عند هذه الفرقة تعذرت تلك المعرفة وبطل حكم العقل. وقد يقال إنهم لو التزموا صحة القياس لا يجديهم نفعا لأنه يبقى الكلام في طريق ثبوت الحكم في الأصل المقيس عليه، وقد انسد عليهم كل طريق كما لا يخفى. والحاصل أن القول بارتداد كل الصحابة بعد وفاة رسول الله ﷺ إلا أربعة أو ستة مع ما ورد فيهم وعنهم ولهم مما لا يقدم عليه أحد ممن يؤمن بالله تعالى ورسوله ﷺ واليوم الآخر. ولظهور شناعة هذا القول وبطلانه عدل عنه بعض الشيعة زاعما ارتداد كبار الصحابة وعلمائهم فقط كأبي بكر الصديق وعمر الفاروق وأما العوام منهم فهم معذورون في اتباعهم باقون على إيمانهم، بل إن من العلماء من هو معذور أيضا لكونه مستضعفا في الأرض لا يقدر على شيء ولكن بشرط إنكاره في قلبه ما فعله القوم وكراهته لهم وموالاته للأمير كرم الله وجهه. ولا يخفى أنه من البطلان بمكان أيضا لما فيه من تكذيب الآيات الدالة على أنهم أفضل المؤمنين وأنه سبحانه قد رضي عنهم وهم قد رضوا عنه، ومنزلة الرضا غاية قصد العابدين. وحديث الغدير كما أوضحناه في التفسير لا يدل على الخلافة على الوجه الذي يزعمه الشيعة أصلا، وإلا لزم الطعن بالأمير كرم الله وجهه بترك الانتهاض لطلب حقه كما انتهض له حين انتهت النوبة إليه عندنا بعد وفاة عثمان . والتقية التي يزعمونها مما لا وجه لارتكابها أولا وتركها أخيرا. ودعوى أنه أمر بالأمرين حسبما وقعا مما لا دليل عليها. والشيعة بيت الكذب. وقد أبطلنا القول بالتقية في روح المعاني وفي النفحات القدسية بما لا مزيد عليه. ومن الناس من قال: على فرض دلالة ذلك الخبر على الخلافة إنا لا نسلم كفر من ارتكب خلافه، غاية ما في الباب كونه مرتكب الكبيرة ومرتكب الكبيرة ليس بكافر إلا عند الخوارج. وأنت تعلم أن الشيعة بنوا القول بالكفر على أن الخلافة أخت النبوة فالإخلال بأمرها كالإخلال بأمر النبوة، فحيث كان الإخلال بأمر النبوة كفرا كان الإخلال بأمرها كذلك، وذلك غير مسلم ودون إثباتها خرط القتاد. والحق الحقيق بالقبول أن القوم لم يرتكبوا في ذلك مكروها فضلا عن حرام فضلا عن كبيرة. ويشهد لذلك حسن معاملة الأمير كرم الله وجهه للخليفتين الأولين والامتثال لأمرهما والنصح لهما والأدب معهما في حياتهما وبعد موتهما. فقد روى الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الشيعي في آخر كتاب طوق الحمامة في مباحث الإمامة عن سويد بن غفلة أنه قال: مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر فأخبرت عليا كرم الله تعالى وجهه وقلت: لولا أنهم يرون أنك تضمر ما أعلنوا ما اجترءوا على ذلك، فقال: نعوذ بالله سبحانه من ذلك رحمهما الله تعالى، ثم نهض وأخذ بيدي وأدخلني المسجد فصعد المنبر ثم قبض على لحيته فجعلت دموعه تتحدر عليها وجعل ينظر للبقاع حتى اجتمع الناس ثم خطب فقال: «ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله ﷺ ووزيريه وصاحبيه وسيدي قريش وأبوي المسلمين، وأنا برئ مما يذكرون وعليه معاقب، صحبا رسول الله ﷺ بالوفاء والجد في أمر الله تعالى، يأمران وينهيان ويعاقبان، لا يرى رسول الله ﷺ كرأيهما رأيا ولا يحب كحبهما حبا لما يرى من عزمهما في الله عز وجل، فقبض وهو عنهما راض والمسلمون راضون، فما تجاوزا في أمرهما وسيرتهما رأي رسول الله ﷺ وأمره في حياته وبعد موته فقبضا على ذلك رحمهما الله تعالى، فوالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن فاضل ولا يبغضهما إلا شقي مارق وحبهما قرب وبغضهما مرد» إلى آخر الحديث وفي رواية: «لعن الله تعالى من أضمر لهما إلا الحسن الجميل» فانظر وفقك الله تعالى هذا المدح العظيم من الأمير كرم الله وجهه على منبر الكوفة ومقر الخلافة الذي يجعل احتمال التقية كرماد اشتدت به الريح، هل يبقى معه القول بارتدادهما -والعياذ بالله تعالى- وارتداد أتباعهما. سبحانك هذا بهتان عظيم. وفي نهج البلاغة وهو من أصح الكتب عند الشيعة أن عليا كرم الله وجهه قال: «لله تعالى بلاء أبي بكر، لقد قوم الأود وداوى العلل وأقام السنة، ذهب نقي الثوب أصاب خيرها وأبقى شرها، أدى لله تعالى طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدى فيها الضال ولا يستيقن المهتدي» وقد حذف مؤلفه حفظا لمذهبه "أبا بكر" وأثبت بدله لفظ "فلان" وتأبى الأوصاف إلا أبا بكر. ولهذا الإبهام اختلف الشراح فقال بعضهم: هو هو، وقال آخرون: هو عمر . وأيا ما كان فهو مما يُلقم الشيعة الحجر. وغاية ما أجابوا عنه أن ذلك كله لاستجلاب قلوب الناس فإنهم كانوا يميلون إلى الشيخين غاية الميل. ولا يخفى على المنصف أن فيه نسبته الكذب إلى المعصوم كرم الله تعالى وجهه لغرض دنيوي مظنون الحصول، بل كان اليأس منه حاصلا وفيه تضييع غرض الدين بالمرة. وحاشا ثم حاشا الأمير من ذلك. وفي الصحيح أن «مدح الفاسق غضب الرب» فما ظنك بالكافر. وأيضا أية ضرورة تلجيه إلى هذه التأكيدات والمبالغات، والاستجلاب الذي زعمه الشيعة يحصل بدونها والعبارات شتى وهو من أفصح الناس. وأيضا في هذا المدح تضليل الأمة وترويج الباطل وذلك محال من الإمام، بل الواجب عليه بيان حقيقة الحال لمن بين يديه بموجب ما صح: «اذكروا الفاسق بما فيه يحذره الناس» وأجاب بعض الإمامية بأن المراد من فلان رجل من الصحابة مات على عهد رسول الله ﷺ واختار هذا الراوندي، وهو مما يقضى منه العجب فهل كان يمكن لغيره في زمنه الشريف تقويم الأود ومداواة العلل وإقامة السنة، وهل يعقل أن رجلا مات على عهد رسول الله ﷺ وترك الناس فيما ترك ورسول الله ﷺ قائم يصدع بالحق ويهدي إلى صراط مستقيم. هذا لعمري الخرق العظيم والخطب الجسيم. وأجاب بعض آخر منهم بأن الغرض من هذا الكلام مجرد التعريض بذم عثمان وهو أيضا مما يتعجب منه لأن التعريض كان ممكنا بدون ارتكاب هذا الأسلوب. وأيضا ما الداعي للتعريض دون التصريح وهو في الكوفة بين شيعته وأنصاره. وجاء أيضا في النهج عن الأمير كرم الله وجهه في وصف الصحابة مطلقا: «كانوا إذا ذكر الله تعالى همت أعينهم حتى تبل ثيابهم وماروا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاء للثواب» والأخبار في ذلك من طرق الشيعة عن الأمير كرم الله تعالى وجهه كثيرة، ومن طريق الجماعة أكثر، ولو آمنوا بها من هذا الطريق لذكرناها. وجاء مدح أبي بكر عن الأئمة ففي كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة لعلي بن عيسى الأردبيلي الإمامي أنه سئل الإمام جعفر الصادق عن حلية السيف هل تجوز؟ فقال: «نعم قد حلّى أبو بكر الصديق سيفه بالفضة» فقال السائل: أتقول هكذا؟ فوثب الإمام عن مكانه فقال: «نعم الصديق نعم الصديق نعم الصديق -ثلاثا- فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله تعالى قوله في الدنيا وفي الآخرة» وفي ذلك من المدح ما لا يخفى، فإن مرتبة الصديقية بعد مرتبة النبوة كما أشبعنا الكلام عليه في التفسير، ولا أقل من كونها صفة مدح فوق العدل. فكيف يتأتى احتمال الكفر مع ذلك. وغاية ما أجابوا عما ذكر ونحوه أنه تقية، وهي كعكازه الأعمى عندهم. وقد أبطلنا القول بها في غير موضع من كتبنا كما أشرنا إليه سابقا. على أن الظاهر كون السائل شيعيا فلا معنى للتقية منه، واحتمال حضور سني مما لا يلتفت إليه. وإذا ثبت بهذه الأخبار كون الصديق أهلا للمدح ومحلا للثناء وهو الخليفة الأول ثبت أن أمر الخلافة ليس كما يزعمه الشيعة وأن الذين بايعوه وعزروه لم يرتدوا بذلك، وإلا لكان هو الأحق بنسبة الارتداد إليه وحاشاه ولكان حريا بالذم الشنيع من المعصوم بدل ذلك المدح الجليل والثناء الجزيل. وزعم بعض الشيعة أن مما يوجب الكفر أيضا قتال الأمير كرم الله وجهه وإيجابه ذلك من فروع جعل الخلافة أخت النبوة وهو أظهر من إيجاب مجرد مبايعة غيره على الخلافة لكفر. فأهل وقعة الجمل ووقعة صفين كلهم كفار عندهم الصحابة وغيرهم في ذلك سواء. وسيأتي استدلالهم على ذلك مع رده في الفصل الثاني إن شاء الله تعالى. واستدل بعض علمائهم على ارتداد الصحابة بعد رسول الله ﷺ بما روى عن أنس بن مالك وحذيفة بن اليمان مرفوعا: «ليردن علي إناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» وفي رواية «فأقول سحقا سحقا» والجواب عنه أولا بأنا لا نسلم أن المراد بأصحابي الصحابة بالمعنى المتقدم في المقدمة بل المراد بهم مطلق المؤمنين به ﷺ المتبعين له، وهذا كما يقال لمقلدي أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ أصحاب أبي حنيفة ولمقلدي الشافعي وهكذا وإن لم يكن هناك رؤية واجتماع، وكما يقول الرجل للماضين الموافقين له في المذهب أصحابنا مع أن بينه وبينهم عدة من السنين، وعبارات الفقهاء ملئ من ذلك كما لا يخفى على المتتبع. وأيده بعضهم أنه وقع في بعض الروايات: «أمتي ولم أره» وعلى هذا فالمراد من هؤلاء الأناس عصاة من المؤمنين، ومعرفته ﷺ أنهم من أمته من إمارات تلوح عليهم. فقد جاء في الخبر أن طائعيهم يمتازون على طائعي غيرهم. وجذبهم وردهم عن الحوض كان تأديبا لهم وعقابا على معاصيهم، ويلحق بذلك دعاؤه ﷺ بقوله: «سحقا سحقا» وسجله بعضهم من قبيل قوله لصفية : «عقرى حلقى» وليس بشي. وثانيا فإذا سلمنا أن المراد بالأصحاب الصحابة بالمعنى السابق إلا أن المراد من أولئك الأناس الذين يختلجون ويؤخذون قهرا ويردون عن ورود الحوض الذين ارتدوا من الأعراب على عهد الصديق وقوله ﷺ فيهم «أصحابي» لظن أنهم لم يرتدوا كما يؤذن عندما قيل في جوابه من أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. وهذا الجواب أولى من الجواب المنفي كما لا يخفى. ولا يفيد ذلك الشيعة شيئا لأنا لا ننكر ارتداد أحد الصحابة وإنما ننكر ارتداد الخلفاء الثلاث ومن تابعهم وارتداد من حضر وقعتي الجمل وصفين منهم كما هو زعم الشيعة، والحديث لا يدل على ذلك أصلا. فإن قلت إن إناسا في الحديث كما لا يحتمل أن يراد منه من ذكرت من مرتدي الأعراب يحتمل أن يراد منه ما زعمته الشيعة فما الدليل على ما أردت؟ أجيب بأن ما جاء عن الله سبحانه والنبي ﷺ من مدحهم والثناء عليهم وكذا ما جاء عن الأئمة المعصومين عند الشيعة مما علمت ومما ستعلم إن شاء الله تعالى مانع من إرادة ما زعمته الشيعة، وحينئذ يتعين ما أردناه من ذلك حذرا من إلغاء الحديث، وزعم بعض منا أن المراد بأولئك الأناس المنافقون وفيه أنه ﷺ لم يمت حتى علم حالهم وأنهم في الدرك الأسفل من النار فكيف يقول «أصحابي أصحابي» فتأمل. واستشكل القول بعدالة جميع الصحابة بأن الله تعالى حكم بفسق البعض في قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} الآية فإن جمهور المفسرين بل كلهم كما قال ابن عبد البر على أنها نزلت في الوليد بن عقبة أخي عثمان حين بعثه ﷺ مصدقا إلى بني المصطلق وكان بينه وبينهم إحنة فلما سمعوا به استقبلوه فحسب أنهم مقاتلوه، فرجع وقال لرسول الله ﷺ إنهم قد ارتدوا ومنعوا الزكاة فهمّ بقتالهم فجاؤا معتذرين ونزلت الآية، فسماه الله تعالى فاسقا وقد عده أئمة الحديث من الصحابة وجعله الحافظ العسقلاني ـ عليه الرحمة ـ في القسم الأول من الأقسام الأربعة. على أن قصة صلاته بعد رسول الله ﷺ بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهودة وفي كتب الأخبار مذكورة، وقصة جلد عمر له بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مخرجة في الصحيحين وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وذلك ينافي العدالة قطعا. وأجيب بأنه ليس مرادنا من كون الصحابة جميعهم عدولا أنهم لم يصدر عن أحد منهم مفسق أصلا ولا ارتكب ذنبا قط فإن دون إثبات ذلك خرط القتاد، فقد كانت تصدر منهم الهفوات ويرتكبون ما يُحدّون عليه، وإنكار ذلك مكابرة صرفة وعناد محض وجهل بموارد الآيات والأحاديث؛ بل مرادنا أنهم لم ينتقلوا من هذه العار إلى دار القرار إلا وهم طاهرون مطهرون تائبون آيبون ببركة صحبتهم للنبي ﷺ ونصرتهم إياه وبذل أنفسهم وأموالهم في محبته وتعظيمهم له أشد التعظيم سرا وعلانية، كما يدل على ذلك الكتاب وتشهد له الآثار. ومما يفصح عن تعظيمهم له ما رواه الموافق والمخالف أن عروة بن مسعود لما أتى النبي ﷺ في قضية الحديبية وكلمه ثم رجع إلى الصحابة قال لهم: أي قوم والله هؤلاء ولقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ﷺ، إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما. إلى آخر ما قال. ولا يرد على هذا المنافقون لأنهم بمعزل عن الاتصاف بذلك، ولا يعلم ارتداد متصف بما ذكره وموته على الردة ليقال هلا رجع إلى الإيمان ببركة ذلك. وإن سلمنا وجود مرتد كان متصفا بما ذكر وقد مات على الردة فهو أعز من بيض الأنوق. وقد يستشهد لما قلنا بقوله تعالى بعد تلك الآية: {واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم} فإن الله تعالى قد أخبر في هذه الآية أنه سبحانه حبب إلى هؤلاء المؤمنين الذين لو أطاعهم رسول الله ﷺ في كثير من الأمر لفشلوا ووقعوا في المشقة والإثم الإيمانَ وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان. ومن أخبر سبحانه عنه بذلك لا يكاد يموت إلا طاهرا راشدا. ويدخل في هؤلاء المخاطبين الوليد بلا ريب لأن العنت كان ظاهرا على تقدير إطاعته والعمل بموجب ما أخبر به كما لا يخفى. وكذا بقوله عز وجل: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} وقوله سبحانه: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها} وقوله جل وعلى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا} الآية فإن فيها التعبير بالمضارع المفيد للاستمرار التجددي كما قيل بمعونة المقام واستمرار الابتغاء الذي هو من أفعال القلب مما يقضي بعدم إصرارهم على الذنب إن صدر منهم. كذا قرره بعضهم وللنظر فيه مجال. واستشكل القول بالعدالة أيضا بأن كثيرا من الصحابة فر من الزحف في غزوتي أحد وحنين والفرار من الزحف من أكبر الكبائر. وبأن الكثير منهم انفض عن رسول الله ﷺ حين أقبلت العير من الشام يوم الجمعة كما قص الله تعالى ذلك بقوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} الآية. وقد أخرج هذا مخرج الذم فلا أقل من أن يكون مفسقا. وبأن النبي ﷺ طلب في مرض موته دواة وقرطاسا ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده فأبوا أن يأتوه بذلك حتى قال عمر عنه ما قال وكثر اللغط فقال رسول الله ﷺ: «اخرجوا عني» فقد خالفوا أمره والله تعالى يقول: {وأطيعوا الله والرسول} الآية. وبأن مسلما روى في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: أن رسول الله ﷺ قال: «إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم» فقال عبد الرحمن بن عوف: كما أمرنا الله تعالى، فقال رسول الله ﷺ: «كلا بل تتنافسون ثم تتدابرون ثم تتباغضون ثم تنطلقون إلى مساكن المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض» فإن هذا صريح في وقوع التنافس والتدابر والتباغض فيما بين الصحابة وذلك ينافي العدالة. وأجيب عن الأول بأن الفرار يوم أحد كان قبل النهي، ولئن قلنا كان بعده فهو معفو عنه بدليل قوله تعالى: {ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم} وأما الفرار يوم حنين فبعد تسليم أنه كان فرارا في الحقيقة معاتبا عليه لم يصر عليه المخلصون بل انقلبوا وظفروا بدليل قوله سبحانه: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين} وعن الثاني بأن تلك القصة إنما كانت في أول زمان الهجرة قبل التأدب بآداب الشريعة، فما وقع حينئذ كانوا معذورين فيه، ولهذا لم يتوعد عليه ولم يعاتبهم رسول الله ﷺ والآية خارجة مخرج العتاب بطريق الوعظ والنصيحة. على أنه قد أعقب ذلك الفعل أنواع من الطاعات والاستغفار وأن الحسنات يذهبن السيئات. وعن الثالث بأن الأمر منه لم يكن إلا من باب الاستحباب وهو أمر إرشاد وإصلاح ولم يكن لأمر ضروري وإلا لفعله ﷺ بعد مع خاصة أهل بيته كالأمير كرم الله وجهه فإنه بقي حيا بعد ذلك خمسة أيام. ويؤيد ذلك كما قال غير واحد قوله سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم} وهو ظاهر. والتخلف عن الامتثال كان ناشئا عن محض المحبة والوداد دون الشقاق والعناد لما رأوا من شدة مرضه ومثل هذه المخالفة لا تعد فسقا وإلا لزم فسق جميع الحاضرين ومنهم علي كرم الله وجهه ولا قائل به بالإجماع. وقد وقع للأمير بخصوصه مثل هذه المخالفة عام الحديبية فإنه كتب في كتاب الصلح: هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله تعالى، فلم يرض المشركون بهذا العنوان وقالوا: لو كنا نعلم أنه رسول الله ما حاربناه، فأمره أن يمحو ذلك وبالغ فيه فلم يفعل، حتى محاه بيده الشريفة. بل وقع منه كرم الله وجهه ما يرى أشد من ذلك؛ فقد صح من طرق متعددة: أن النبي ﷺ ذهب إلى بيت الأمير والبتول ليلة وأيقظهما لصلاة التهجد وأمرهما بها فقال الأمير: والله لا نصلي إلا ما كتب الله لنا وإنما أنفسنا بيد الله لو وفقنا لصلينا، فرجع وهو يضرب فخذيه ويقول: «وكان الإنسان أكثر شيء جدلا» وقد رواه البخاري أيضا في صحيحه. وأمره ﷺ بالخروج لمن في الحجرة لم يكن إلا لما هو فيه من المرض. وكلام عمر لم يكن إلا لغلبة الحال عليه الناشئة من كلام المحبة. وقد بسطنا الكلام على ذلك في كتابنا النفحات القدسية في رد الإمامية. وعن الرابع بأن الخطاب وإن كان للصحابة لكن باعتبار وقوع ذلك فيما بينهم وهو لا يستدعي أن يكون منهم. ويدل على ذلك أن الصحابة إما مهاجرون أو أنصار، والحديث صريح في أن أولئك الفرقة ليسوا مهاجرين، والواقع ينفي كونهم من الأنصار لأنهم ما حملوا المهاجرين على التحارب؛ فتعين أنهم من التابعين. وقد وقع ذلك منهم فإنهم حملوا المهاجرين على التحارب بينهم كمالك بن الأشتر وإضرابه ولا كلام لنا فيهم. واستشكل أيضا بغير ذلك وأجيب بما أجيب. وأجاب بعضهم عن جميع ذلك بأنا لم ندع العصمة في الصحابة وإنما ادعينا العدالة فيهم، ومجرد وقوع ما يخل بها في وقت من أحدهم لا يستدعي سلبها عنه دائما. وكثرة الآيات والأخبار والآثار الواردة في مدحهم الناطقة بوفور ما أعد الله تعالى تقتضي أنهم لم يذهبوا إلى ربهم إلا وهم طاهرون مطهرون فلا ينبغي الخوض فيهم والطعن فيهم {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} وهو في معنى جواب الذي ذكرناه فيما تقدم عن الوليد . وزعم بعضهم -لاضطراب الأدلة عليه- أنه فيهم عدولا وغير عدول وفصّل ذلك بأنهم قسمان القسم الأول من مات قبل الفتنة والقسم الثاني من مات بعدها، فمن تحقق ارتكابه لمفسق من القسم الأول ولم تتحقق توبته عنه -وقليل ما هم- حكم بفسقه، ومن لم يتحقق منه ذلك بأن تحقق منه الصلاح والمآثر الحسان أو كان مستور الحال حكم بعدالته، ومن خالط الفتنة ولم ينصر الإمام الحق فإن كان عن اجتهاد وكان من أهله فهو عدل وإن كان مخطئا في الواقع، وكذا حكم من اعتزل الفئتين كابن عمر ومن خالط ولم ينصر الإمام ولم يكن ذلك عن اجتهاد بل لمحض اتباع الهوى وحب الرياسة فهو فاسق إلى أن تحقق توبته. وأما المقلدون فإن كانوا قد قلدوا الباغي مع العلم بما ورد في حق الأمير كرم الله تعالى وجهه فهم فسقة أيضا. وإن كانوا قد قلدوا مع الجهل فيقرب بالقول بأنهم عدول معذورون انتهى. وأنت تعلم أن هذا القول خلاف المعول عليه عند أهل السنة فقد قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم في الصحابة الذين أدركوا الفتنة إنه اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم وأنهم معذورون فيما صدر منهم وما صدر إلا عن اجتهاد. ويعلم من ذلك حكم من لم يدرك الفتنة كما لا يخفى وأنا لا أجزم بأن جميع ما صدر إنما صدر عن اجتهاد ولا اعتقد أن جميع الصحابة بالمعنى السابق الشامل لمن اجتمع معه ﷺ ساعة مجتهدون ومع هذا أقول: لا ينبغي الخوض في أحد منهم والقول بعدم عدالته فإن الخطر في ذلك عظيم وقد قال الله سبحانه: {ولا تقف ما ليس لك به علم} ولا ينبغي لمن يعرف نفسه أن يكون دون نملة سليمان ـ عليه السلام ـ في الأدب مع أصحاب نبيه ﷺ، ألا تسمع قولها لأخواتها: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} فقيدت بقولها {وهم لا يشعرون} حذارا من توهم نسبته هذا الفعل إليهم عالمين، وذلك غاية الأدب. والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل. الفصل الثاني فيما شجر بين الصحابة وأما الفصل الثاني ففيما شجر بين الصحابة وتلخيص الكلام فيه وبيان حكم الطائفتين وهو كالتتمة للفصل الذي قبله اعلم أن أعظم ما تداولته الألسن من الاختلاف الواقع بين الصحابة الكرام ما وقع زمن خلافة الأمير كرم الله تعالى وجهه فنشأ منه وقعتان عظيمتان وقعة الجمل ووقعة صفين. والأصل الأصيل لذلك قتل عثمان . وأنكر الهشامية تلك الوقعتين، وإنكار ذلك مكابرة لا يلقى لها سمعا لأن الخبر متواتر في جميع مراتبه. وقعة الجمل وتلخيص الأولى أنه لما قتل عثمان صبرا توجع المسلمون فسار طلحة والزبير وعائشة -وكان قد لقيها الخبر وهي مقبلة من عمرتها- نحو البصرة فلما علم علي كرم الله وجهه بمخرجهم واعترضهم من المدينة لئلا يحدث ما يشق عصا الإسلام ففاتوه وأرسل ابنه الحسن وعمار يستنفران أهل المدينة وأهل الكوفة، ولما قدموا البصرة استعانوا بأهلها وبيت مالها حتى إذا جاءهم الإمام كرم الله وجهه حاول صلحهم واجتماع الكلمة وسعى الساعون بذلك فثار الأشرار ومنهم قتلة عثمان بالتحريش ورموا بنار الفتنة، فحمي الوطيس وقامت الحرب على ساق وكان ما كان، وانتصر علي كرم الله وجهه وكان قتالهم من ارتفاع النهار يوم الخميس إلى صلاة العصر لعشر خلون من جمادى الآخرة. ولما ظهر علي جاء إلى أم المؤمنين فقال: غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح. ثم أنزلها دار عبد الله بن خليل وهي أعظم دار في البصرة على صفية بنت الحارث أم طلحة الطلحات، وزارها بعد ثلاث ورحبت به وبايعته وجلس عندها، فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمر أن يجلد كل واحد منهما مائة جلدة وأن يجردهما من ثيابهما ففعل. ولما أرادت الخروج من البصرة بعث إليها بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع، وأذن لمن نجا من الجيش أن يرجع إلا أن يحب المقام وأرسل معها أربعين امرأة وسير معها أخاها محمدا. ولما كان اليوم الذي ارتحلت فيه جاء علي كرم الله وجهه فوقف على الباب وخرجت من الدار في الهودج فودعت الناس ودعت لهم وقالت: يا بني لا يغتب بعضكم بعضا إنه والله ما كان بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها وإنه لمن الأخيار. فقال علي كرم الله وجهه: أنت والله ما كان بيني وبينها إلا ذلك وإنها زوجة نبيكم ﷺ في الدنيا والآخرة. وسار معهما مودعا أميالا وسرح بنيه معها بقية ذلك اليوم. وكانت بعد ذلك إذا ذكرت ما وقع منها تبكي حتى تبل خمارها. ففي هذه المعاملة من الأمير كرم الله وجهه دليل على خلاف ما يزعمه الشيعة من كفرها، وحاشاها وفي ندمها وبكاها على ما كان دليل على أنها لم تذهب إلى ربها إلا وهي نقية من غبار تلك المعركة. على أن في كلامها ما يدل على أنها كانت حسنة النية في ذلك. وقال غير واحد: إنها اجتهدت ففعلت لكنها أخطأت في اجتهادها، ولا أثم على المجتهد المخطئ بل له أجر على اجتهاده وكونها من أهل الاجتهاد مما لا ريب فيه. وآية {وقرن في بيوتكن} إلخ خطابا لنساء النبي ﷺ لا تأبى ذلك إذ ليس المراد منها إلا تأكيد أمر التستر والحجاب وإلا لما أخرجهن ﷺ بعد نزول الآية للحج والعمرة مثلا، ولما جاز خروجهن لذلك ولا لعيادة المرضى والأقارب. والسفر لا ينافي التستر والحجاب كما لا يخفى على ذوي الألباب. نعم قالت الشيعة إنه يبطل اجتهادها أنه ﷺ قال يوما لأزواجه: «كأني بإحداكن تنبحها كلاب الحؤب فإياك أن تكوني يا حميراء» الحوءب -كجعفر- منزل بين البصرة ومكة، وقد نزلته عائشة ونبحتها كلابه فتذكرت الحديث، وهو صريح في النهي ولم ترجع. والجواب عن ذلك أن الثابت عندنا أنها لما علمت ذلك وتحققته من محمد بن طلحة همّت بالرجوع إلا أنها لم توافق عليه، ومع هذا شهد لها مروان بن الحكم مع ثمانين رجلا من دهاقين تلك الناحية أن هذا المكان مكان آخر وليس بحؤب، على أن "إياك أن تكوني يا حميراء" ليس موجودا في الكتب المعول عليها فيما بين أهل السنة، فليس في الخبر نهي صريح ينافي الاجتهاد. على أنه لو كان لا يرد محذور أيضا لأنها اجتهدت فسارت حين لم تعلم أن في طريقها هذا المكان، وحيث علمت لم يمكنها الرجوع لعدم الموافقة عليه، وليس في الحديث بعد هذا النهي أمر بشيء لتفعله، فلا جرم مرت على ما قصدته من أصلاح ذات البين المأمورة به بلا شبهة. وقد شُبه حالها في ذلك بحال شخص رأى من بعيد طفلا يريد أن يقع في بئر فسعى ليمنعه من ذلك فمر بلا شعور بين يدي مصل فإنه يذهب لما قصد لأنه لو رجع لم يحصل له تلافي ما وقع وفاتَه تخليص الطفل المأمور به. وأما طلحة والزبير فلم يموتا إلا على بيعة الإمام كرم الله تعالى وجهه أما طلحة فقد روى الحاكم عن ثور بن مجزأة أنه قال: «مررت بطلحة يوم الجمل في آخر رمق فقال لي: من أنت؟ قلت: من أصحاب أمير المؤمنين علي فقال: ابسط يدك أبايعك، فبسطت يدي فبايعني وقال: هذه بيعة علي، وفاضت نفسه. فأتيت عليا فأخبرته فقال: الله أكبر، صدق الله تعالى ورسوله ﷺ، أبى الله سبحانه أن يدخل طلحة الجنة إلا وبيعتي في عنقه» وأما الزبير فقد ناداه علي كرم الله تعالى وجهه وخلا به وذكره قول النبي ﷺ له: «لتقاتلن عليا وأنت له ظالم» فقال: لقد أذكرتني شيئا أنسانيه الدهر لا جرم لا أقاتلك أبدا. فخرج من المعسكرين نادما وقُتل بوادي السباع مظلوما، قتله عمرو بن جرموز. وقد روى الموافق والمخالف أنه جاء بسيفه واستأذن على الأمير كرم الله وجهه فلم يأذن له فقال: أنا قاتل الزبير، فقال: أبقتل ابن صفية تفتخر! سمعت رسول الله ﷺ يقول: «بشر قاتل ابن صفية بالنار» والشيعة كما في أبكار الأفكار للآمدي يزعمون أن استحقاقه للنار ليس لقتل الزبير بل لما علمه منه في عاقبة أمره، وذلك أن ابن جرموز قدم بعد ذلك على الأمير كرم الله وجهه مع أهل النهروان وقتل هناك، وإلا لقتله الأمير . والجواب أنا نعلم ضرورة أن النبي ﷺ إنما ذكر ذلك الخبر في حق الزبير من معرض التعظيم له والتفخيم من أمره، وذلك يأبى كون استحقاق قاتله النار لأمر آخر غير قتله. ولو كان المقصود ما ذكر لكان الكلام من باب الألغاز المنافي لحاله ﷺ الموجب لارتفاع الوثوق بأوامره ونواهيه لاحتمال أن يريد بها معنى لم يظهر لنا، كما هو مذهب الملاحدة الباطنية. وأما عدم قتله فلقيام الشبهة على ما قيل. ونظيره ما أخرجه ابن أبي حاتم والبيهقي عن الحسن: «أن ناسا من الصحابة ذهبوا يتطرقون فقتل واحد منهم رجلا قد فر وهو يقول إني مسلم إني مسلم فغضب رسول الله ﷺ من ذلك غضبا شديدا ولم يقتل القاتل» وكذا قتل أسامة فيما أخرجه السدي رجلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فلامه رسول الله ﷺ جدا ولم يقبل عذره وقال له: «كيف أنت ولا إله إلا الله» ونزل قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} الآية. وأجاب آخرون بأن العلماء اختلفوا في أنه هل يجب القصاص على الحاكم إذا لم يطلب الولي أم لا، ولعل الأمير كرم الله وجهه ممن لا يرى الوجوب بدون طلب ولم يقع. وروي أيضا أن الأمير قال لما جاءه عمر بن طلحة بعد موت أبيه: مرحبا بابن أخي، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال الله فيهم: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} وهذا ونحوه يدل على أنهما لم يذهبا إلا طاهرين مطهرين. وقعة صفين وأما تلخيص الوقعة الثانية فقد ذكر المؤرخون أن معاوية كان قد استنصره أبناء عثمان ووكلوه في طلب حقهما من قتلة أبيهما، فلما بلغه فراغ علي كرم الله تعالى وجهه من وقعة الجمل ومسيره إلى الشام خرج من دمشق حتى ورد صفين في نصف المحرم فسبق إلى سهولة المنزل وقرب من الفرات، فلما ورد الأمير دعاهم إلى البيعة فلم يفعلوا وطلبوا منه قتلة عثمان وكانوا قد انحازوا إلى عسكره ولهم عشائر وقبائل، ومع هذا لم يمتازوا بأعيانهم، فمال إلى التأخير حتى يمتازوا ويتحقق القاتل من غيره، فأبى معاوية إلا تسليم من يزعمونه قاتلا، وكثر القيل والقال حتى اتهم بنو أمية الأمير كرم الله وجهه بأنه الذي دلس على قتل عثمان وكان كرم الله وجهه قد تصرف بسلاحه فقال لذلك قائلهم: ألا ما لليلي لا تغور كواكبه ** إذا غار نجم لاح نجم يراقبه بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم ** ولا تنهبوه لا تحل مناهبه بني هاشم لا تعجلونا فإنه ** سواء علينا قاتلوه وسالبه وإنا وإياكم وما كان منكم ** كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه بني هاشم كيف التعاقد بيننا ** وعند عليٍ سيفه وحرائبه لعمرك ما أنسى ابن أروى وقتله ** وهل يَنسَيَن الماء ما عاش شاربه هُمُ قتلوه كي يكونوا مكانه ** كما غدرت يومًا بكسرى مرازبه وكان الأمير كرم الله وجهه يلعن القتلة ويقول: يا معاوية لو نظرت بعين عقلك دون عين هواك لرأيتني أبرأ الناس من قتلة عثمان. وتصرفه بسلاحه لأنه كان من الأشياء الراجعة إلى بيت المال. وحكمه إذ ذاك كحكم المدافع في زماننا في أن حق التصرف في ذلك للإمام. ثم إنه قد وقع الحرب بينهم مرارا وبقي كرم الله وجهه بصفين ثلاثة أشهر وقيل سبعة، وقيل تسعة؛ وجرى ما تشيب منه الرؤوس ويستهون له حرب البسوس، وليلة الهرير أمرها شهير. وآل الأمر إلى التحكيم. وحدث من ذلك ما أوجب ترك القتال مع معاوية والاشتغال بأمر الخوارج، وذلك تقدير العزيز العليم. وأهل السنة إلا من شذ يقولون إن عليا كرم الله تعالى وجهه في كل ذلك على الحق لم يفترق عنه قيد شبر وإن مقاتليه في الوقعتين مخطئون باغون وليسوا كافرين -خلافا للشيعة- ولا فاسقين خلافا للعمرين أصحاب عمرو بن عبيد من المعتزلة ولمن شذ من أهل السنة، ولا أن أحد الفريقين، من علي كرم الله وجهه ومقاتليه، لا بعينه فاسق خلافا للواصلية أصحاب واصل بن عطاء المعتزلي. أما أن الحق مع علي كرم الله وجهه فغني عن البيان. وأما كون المقاتل باغيا فلأن الخروج على الإمام الحق بغي وقد صح أنه ﷺ قال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية» وقد قتله عسكر معاوية. وقوله حين أخبر بذلك: "قتله من أخرجه" مما لا يلتفت إليه، وإلا لصح أن يقال إن رسول الله ﷺ قاتلُ حمزة وأضرابه ممن قتل معه وكذا قول من قال: "المراد من الفئة الباغية الفئة الطالبة أي لدم عثمان فلا يدل الخبر على البغي بالمعنى المذموم". وأما كونه من ليس بكافر فلِما في نهج البلاغة أن عليا كرم الله وجهه خطب يوما فقال: «أصحبنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج والشبهة» ولقوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} فسمى الله تعالى الطائفتين المقتتلتين مؤمنين وأمر بالإصلاح بينهما. وأجاب بعض الشيعة عن الآية بأنها في قتال المؤمنين بعضهم مع بعض دون القتال مع الإمام والبغي عليه والخطاب فيها للأئمة أمروا أن يصلحوا بين طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فيما بينهم وأن يقاتلوا إذا بغت إحداهما حتى تفيء. ولا يخفى ما في هذا الجواب من الوهن وعدم نفعه للمجيب أصلا لأن الأمر الثاني يستدعي أن يكون القتال مع الإمام ضرورة فافهم. واستدل بعضهم على كفر المقاتلين للإمام كرم الله وجهه بقوله ﷺ له: «حربك حربي» ولأهل العباء: «أنا سلم لمن سالمتم حرب لمن حاربتم» وحرب آل بيته ﷺ كفر بلا ريب وبقوله : «حب علي إيمان وبغضه كفر ونفاق» ولا بغض أظهر من الحرب فبه يثبت الكفر والنفاق. وأجاب أهل السنة بأن الخبر الأول لم يروه منا إلا ابن جرير وفي روايته عندنا وهن شهير. نعم ذكره الطوسي المنجم وغيره من الشيعة وهم بيت الكذب وأكثر رواتهم زنادقة بشهادة الأئمة كما يشهد بذلك الكافي وغيره. وعلى تقدير صحة الرواية لا حجة فيه لأنه خارج مخرج التهديد والتغليظ بدليل ما حكم به الأمير كرم الله وجهه من بقاء إيمان أهل الشام وأخوتهم في الإسلام. ومثل ذلك كثير في الكتاب والسنة. أو يخصّ الحرب بما كان كحرب الخوارج صادرا عن بغض وعداوة وإنكار لياقة الأمير للخلافة باعتبار الدين وذلك كفر عند كل مؤمن، وأدلة التخصيص أكثر من أن تحصر. وقال بعض: لا شك أن المقصود التشبيه بحذف الأداة كزيد أسد فكأنه قيل حربك كحربي فإن كان الحرب فيه المصدر المبني للفاعل صح أن يكون وجه الشبه الوجوب أي أن حربك لمن حاربك وبغى عليك من المؤمنين واجب عليك كحربي لمن حاربني من الكافرين واشتراك الحربين في الوجوب لا يستدعى اشتراك المحاربين بصيغة اسم المفعول في الكفر وهو ظاهر، وإن كان الحرب فيه المصدر المبني للمفعول صح أن يكون وجه الشبه كونه حراما وضلالا مثلا ولا يتعين كونه كفرا. ومن أصحابنا من منع كون حرب الرسول كفرا فقد قال سبحانه: {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} فإنها نزلت في آكلي الربا وهم ليسوا بكفار. وقال جل وعلا في قطاع الطريق: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} الآية ولم تحكم الشيعة بكفرهم أيضا، وفيه تأمل لا يخفى وجهه. وبأن الخبر الثاني كالخبر الأول غير ثابت عندنا ولم يروه أحد منا أيضا. وقيل: إنه على تقدير الثبوت خارج مخرج التهديد لمن حارب أهل العباء على طرد ما تقدم في الخبر السابق. والخبر الأخير رواه مسلم لكن لا نسلم أن الحرب بغض فقد يحارب الإنسان من يحبه والحيثيات مختلفة كما لا يخفى. ومما يدل على أن المحارب غير كافر صلح الحسن مع معاوية وهو مما لا مجال لإنكاره. فقد روى المرتضى وصاحب فصول المهمة من الإمامية أنه لما أبرم الصلح بينه وبين معاوية خطب فقال: «إن معاوية نازعني حقا لي دونه فنظرت الصلاح للأمة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني وتحاربوا من حاربني ورأيت أن حقن دماء المسلمين خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم» انتهى. وفي هذا دلالة ظاهرة على إسلام الفريق المصالَح وأن المصالحة لم تقع إلا اختيارا. ولو كان المصالح كافرا لما جاز ذلك ولما صح أن يقال فنظرت الصلاح للأمة وقطع الفتنة إلخ فقد قال سبحانه وتعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} ويدل على وقوع ذلك اختيارا أيضا ما رواه صاحب الفصول عن أبي مخنف من أن الحسين كان يبدي كراهة الصلح ويقول: "لو خر أنفي كان أحب إلي مما فعله أخي" فإنه لا معنى لهذا الكلام لو لم يكن وقوع الصلح من أخيه اختيارا، فإن الضرورات تبيح المحظورات وهو ظاهر. وبعد هذا كله قد ثبت عند جمع أن معاوية ندم على ما كان منه من المقاتلة والبغي على الأمير كرم الله وجهه واتفق أن بكى عليه كرم الله وجهه فقد أخرج ابن الجوزي عن أبي صالح قال: قال معاوية لضرار: صف لي عليا، فقال: أوتعفيني؟ قال: بل تصفه، فقال: أوتعفيني؟ قال: لا أعفيك، قال: أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما خشب كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويبتدينا إذا أتيناه ويأتينا إذا دعوناه -إلى أن قال- لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله فأشهد بالله تعالى لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سجونه وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه يقول: يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم بي تشوقت، هيهات هيهات غري غيري، قد بتتك ثلاثا، لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. قال: فذرفت دموع معاوية فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء، ثم قال معاوية: رحم الله تعالى أبا الحسن كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ فقال: حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقى عبرتها ولا يسكن حزنها. انتهى. وما يذكره المؤرخون من أن معاوية كان يقع في الأمير كرم الله وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعوّل عليه أو يلتفت إليه، لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف، وأكثرهم حاطب ليل لا يدري ما يجمع. فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمهمة القفر الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخُطا مما لا يليق بشأنه عاقل فضلا عن فاضل. وما جاء من ذلك في بعض روايات صحيحة وكتب معتبرة رجيحة فينبغي أيضا التوقف عن قبوله والعمل بموجبه لأن له معارضات مثله في الصحة والثبوت. على أن من سلم من داء التعصب وبرء من وصمة الوقوع في أصحاب رسول الله ﷺ حمل ذلك على أحسن المحامل وأوّله بما يندفع به الطعن عن أولئك السادة الأماثل. والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل الفصل الثالث في بيان حكم سب الصحابة وأما الفصل الثالث ففي بيان حكم سب الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم أجمعين ـ وهو المقصود في الحقيقة من هذه الرسالة اعلم أن السبّ في اللغة الشتم، ويكون بكل ما فيه تنقيص وله مراتب متفاوتة. وأجمع أهل السنة أنه مطلقا في حق الصحابة منهي عنه، وإنما الخلاف في كفر مرتكبه. وستعلم قريبا إن شاء الله تعالى الحق في ذلك. واللعن مثل السب بل هو أدهى وأمر، وقد يقال له سب أيضا. ففي النهاية لابن الأثير: أصل اللعن الطرد والإبعاد من الله تعالى ومن الخلق السب والدعاء انتهى. والشيعة جوزوا السب واللعن على أكثر الصحابة ومنهم من كتم النص وهو بزعمهم حديث الغدير وكذا من حارب الأمير كرم الله وجهه كعائشة وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وأضرابهم. بل اعتقدوا أن لعن هؤلاء وسبهم من أعظم العبادات وأقرب القربات، وذلك من الضلالة بمكان، فقد صحت أحاديث كثيرة في النهي عن اللعن مطلقا حتى لعن الحيوانات، وصرح بعض الحنفية بأن لعن الكلب من وجه كفر. وقد تواتر عند الفريقين نهي الأمير كرم الله وجهه عن لعن أهل الشام، فما ظنك بأصحاب النبي بل بكبارهم الذين ورد في حقهم من الآيات البينات ما ورد وأثنى عليهم رسول الله ﷺ بما لم يثن على أحد. فمن ذلك قوله سبحانه: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم} وقوله تعالى: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم} وقوله عز وجل: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ورضوا عنه} الآية وقوله جل وعلا: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} الآية وقوله تبارك وتعالى: {لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون} الآية وقوله سبحانه: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير} إلى غير ذلك من الآيات التي لا تحصى. ومثلها الأخبار الواردة فيهم عموما وخصوصا. ولا مساغ للتخصيص الذي يزعمه الشيعة بوجه من الوجوه كما لا يخفى. وليس لهم أن يقولوا بالردة والعياذ بالله تعالى لما علمت. وإن قالوا إنهم ارتكبوا من الذنوب ما سوغ لعنهم وإن لم يكن كفرا فإن مسوغ اللعن ليس مخصوصا به ردوا بأنا لا نسلم ارتكابهم لذلك ودون إثباته خرط القتاد، وعلى فرض التسليم قد قدمنا أن الصحابة لما منّ الله تعالى عليهم من شرف صحبة النبي ﷺ وبذل الأنفس والأموال والأولاد بين يديه مع صدق النية وخلوص العزيمة وشدة المحبة لا يصرون على ذنب فعلوه وخطيئة ارتكبوها، فما ذهبوا إلى ربهم إلا بتوبة نصوح طاهرين من الآثام مكفرا عنهم ما يقتضى الملام، فلم يتحقق فيهم حال السب واللعن -والعياذ بالله تعالى- ما يسوغ ذلك. واعتبار ما كان لو صح لاقتضى جواز سب مثل حذيفة وسلمان فإنهما كانا قبل أن يسلما كافرين، والشيعة لا يجوزون ذلك فيهما لأنهما عندهم من الصحابة الموالين للأمير كرم الله وجهه. وبالجملة اعتبار ذنب مغفور للقدح والطعن في غاية السفه وموجب لفساد عظيم ومن ذلك صحة إطلاق الكافر مثلا على كثير من المؤمنين، وهو كما ترى وقد قال سبحانه وتعالى: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} وأيضا الوارد في لعن المرتكبين لبعض الذنوب اعتبار عنوان الذنب ومفهوم الوصف كالظالمين والكاذبين دون القصد إلى واحد بخصوصه مما صدق عليه المفهوم كزيد الظالم وعمرو الكاذب، فيجوز لعن الله الظالمين ولعن الله الكاذبين مثلا دون لعن الله تعالى زيدا وعمرا الظالم والكاذب، بل نصوا على حرمة لعن كافر بعينه لم يتحقق بخبر المعصوم موته على الكفر كأبي جهل وأبي لهب. وقوله ﷺ حين رأى حيوانا وسم على وجهه: «لعن الله من فعل هذا» ليس نصا في لعن مخصوص لجواز اعتبار العموم. ولعن الملائكة المرأة التي تخرج من بيتها بغير أذن زوجها حتى تعود أيضا كذلك. وعن بعض المحققين أن اللعن في مثل {ألا لعنة الله على الظالمين} متوجه بالحقيقة إلى الوصف لا إلى صاحبه، والمراد ذم ذلك الوصف والتنفير عنه، وأنه لو فرض توجهه إلى المتلبس به يكون وجود الإيمان مانعا والمانع مقدم كما هو عند الشيعة. وأيضا وجود العلة مع المانع لا يكون مقتضيا فاللعن لا يكون مترتبا على وجود الصفة حتى يرتفع الإيمان المانع. وقوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا} الآية ظاهر في طلب المغفرة وترك العداوة للمؤمنين. ونطق الصحابة -الذين تسبهم الشيعة- بكلمة الإيمان وإقامتهم لشعائر الدين أمر معلوم لا يحتمل الإنكار بوجه. وكون ذلك عن نفاق أو مستتبعا بما يخالفه مما يحتاج إلى دليل يثبته وبرهان يحققه، وهو أحد المستحيلات. ولو سلم لكل أحد كل ما يقوله من الاحتمالات العقلية وإن لم يبرهن عليها لسلم كلام النواصب والخوارج في حق الأمير كرم الله وجهه وترهاتهم التي تمجها الأسماع في شأنه وفي ذلك من الفساد ما فيه. ومتى كان الإيمان ثابتا لا ينبغي إلا الترضي والاستغفار دون السب واللعن. وقد استدل بعض أصحابنا للنهي عن اللعن بقوله سبحانه: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} بناء على أن الأمر بالشيء نهي عن ضده كما ذهب إليه الإمامية. وبالجملة حرمة سب الصحابة مما لا ينبغي أن ينتطح فيه كبشان أو يتنازع فيه اثنان. وأطلق غير واحد القول بكفر مرتكب ذلك لما فيه من إنكار ما قام الإجماع عليه قبل ظهور المخالف من فضلهم وشرفهم، ومصادمة المتواتر من الكتاب والسنة القائلين على أن لهم الزلفى من ربهم. ومن هنا كفر من كفر الرافضة. واستدل لكفرهم أيضا بما رواه البيهقي في دلائل النبوة بسند حسن عنه ﷺ أنه قال: «يخرج قبل قيام الساعة قوم يقال لهم الرافضة يرفضون الإسلام فاقتلوهم فإنهم مشركون» وأشار إلى ذلك الصرصري في قصيدته النونية النبوية بقوله: وكذاك أخبر أن سب صحابه ** ما للمصر عليه من غفران علما بقوم يجهرون بسبهم ** من كل غمر فاحش لعان وروي عن الإمام مالك أنه قال: من شتم أحدا من أصحاب النبي ﷺ أبا بكرا أو عمر أو عليا أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال كانوا على ضلال وكُفر قتل ولم يؤول له. وفي لفظ: يقتل من كفر الصحابة كلهم أو واحدا منهم لأن من كفر مسلما فقد كفر فما بالك بالصحابة وهم أساس الإسلام وعماده. وذهب القاضي حسين إلى أن سب الشيخين كفر وإن لم يكن بما فيه اكفارهما، وإلى ذلك ذهب معظم الحنفية. والأصح من مذهب الشافعية أن السب بما فيه إكفار الصحابة كفر وهو السب الذي اتخذه عبادة شيعة زماننا ودرج عليه الكُميلية من الشيعة أيضا. فعلى هذا لا ينبغي لأحد أن يرتاب في كفرهم بناء على أن سبهم للصحابة بما فيه إكفارهم وحاشاهم ويلزم من إكفارهم بغضهم وهو كفر أيضا كما صرح به الطحاوي وغيره. واستدل له بعض الأئمة بقوله تعالى في حقهم: {ليغيظ بهم الكفار} وكذا استحلال إيذائهم وهو كفر أيضا، كما لا يخفى. وفي الأنوار: لو استحل إيذاء أحد من الصحابة كفر. وفي الاعلام أن استحلال إيذاء غير الصحابة من المسلمين مكفر فما ظنك باستحلال إيذائهم . وكذا يلزم ذلك إنكار خلافة الخلفاء منهم. وفي البزازية أن من أنكر خلافة أبي بكر فهو كافر في الصحيح وأن من أنكر خلافة عمر فهو كافر في الأصح، وفي التاتارخانية مثل ذلك. والذي نعلمه من الشيعة اليوم التصريح بكفر الصحابة الذين كتموا النص ولم يبايعوا عليا كرم الله وجهه بعد وفات النبي ﷺ كما بايعوا أبا بكر كذلك، وكذا التصريح ببغضهم واستحلال إيذائهم وإنكار خلافة الخلفاء الراشدين منهم والتهافت على سبهم ولعنهم تهافت الفراش على النار. وقد أجمع أهل المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على القول بكفر المتصف بذلك. وما روي عن بعضهم من أن السابّ يضرب أو ينكل نكالا شديدا محمول على ما إذا لم يكن السب بما يوجب تكفيرهم وكان خاليا عن دعوى بغض وارتداد واستحلال إيذاء، وليس مراده من أن حكم الساب مطلقا ذلك كما لا يخفى على المتتبع. وذكر صاحب التحفة الاثني عشرية عليه الرحمة أن الصحابة الذين أثنى عليهم الله تعالى في كتابه بما أثنى -وهم الذين ولع الرافضة بسبهم وبغضهم- مثل الأنبياء ـ عليهم السلام ـ في أن سبهم وطعنهم من العصيان بمكان. ونص كلامه ـ قدس سره ـ: ثم ينبغي أن يعلم ههنا دقيقة وهي أن سب الأنبياء ـ عليهم السلام ـ والطعن فيهم والعياذ بالله تعالى إنما صار حراما وكفرا لأن وجه السب وهو المعاصي والكفر لا يوجد في أولئك الكبار البتة بل يمتنع بالضرورة، وإنما الموجود فيهم ما يوجب تعظيمهم وتكريمهم وتوقيرهم والثناء الجميل عليهم والمحامد الحسنة لهم، ومن عداهم من جماعة المؤمنين الذين ثبت تعظيمهم وتكريمهم ومغفرة ذنوبهم وتكفير سيئاتهم بنصوص الكتاب المجيد فهم في حكمه لا محالة في حرمة السب والطعن والتحقير والإهانة، غاية الفرق بين الفريقين أن الأنبياء لم يوجد فيهم أصلا ما يوجب هذه الأمور وهؤلاء وجد فيهم فانعدم، والمعدوم بالعدم الطارئ كالمعدوم بالعدم الفطري في هذا الباب، ولهذا كانت نسبة الذنب السابق المتوب عنه إلى التائب حراما، فإن «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» وليس لعوام الأمة ممن عدا الصحابة هذه المرتبة، لأن تكفير سيئاتهم ومغفرة ذنوبهم أمر معلوم لنا بالقطع من الوحي والتنزيل وقبول طاعاتهم وتعلق رضاء الله تعالى بأعمالهم على الخصوص أمر متيقن أيضا، فهم متوسطون بين الأنبياء والأمة، ولهذا لن يصل أحد من غير الصحابة وإن كان مطيعا متقيا إلى درجتهم أصلا انتهى. وهذا كلام حسن وفيه تأييد لما ذكرنا من أن اعتبار ذنب مغفور في غاية السفه. وكذا أجمع السادة الصوفية ـ قدس الله أسرارهم ـ من القادرية والنقشبندية والجشتية والكبروية والسهروردية وغير ذلك على وجوب محبة الصحابة كبارهم وصغارهم وتكريمهم وتوقيرهم واعتقاد أنهم أفضل البشر بعد الأنبياء ـ عليهم السلام ـ وحرمة سبهم وطعنهم وأن سابهم وطاعنهم من الضالين الخاسرين. وفي كتاب الغنية المنسوب لحضرة الغوث الرباني والهيكل الصمداني قطب دائرة العارفين ومربي المسترشدين والسالكين المحبوب السبحاني حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني ـ قدس سره وغمرنا برّه - ما ينادي على ذلك بأعلى صوت، بل صرح ـ قدس سره ـ فيها بتشبيه الرافضة -عاملهم الله تعالى بعدله- باليهود والنصارى، وهو ظاهر في إكفارهم. ومن تتبع كتب القوم قدست أسرارهم رآهم أشد الخلق حبا لأصحاب رسول الله ﷺ بأسرهم وأكثر الناس بغضا للرافضة الطاغين فيهم. نعم إن للصوفية نوع اختصاص بعلي كرم الله وجهه حتى شاع أن الصوفية علوية لما أن سلاسل الطرائق منتهية إليه وواردة عليه فهو باب الولاية وأبو الإرشاد، ولا يجرهم هذا إلى الابتداع وتنقيص أحد من الصحابة الكرام . ومن نسب إليهم ذلك وحاشاهم فقد ضل ضلالا بعيدا. وإذا أحطت خبرا بما ذكرنا ظهر لك أن من سب أو طعن أو بغض أو كفر أحدا من الصحابة لا سيما كبارهم كالخلفاء الراشدين وزعم حل ذلك عند أحد من أهل السنة والجماعة فقد أعظم الفرية بغير مرية. كيف لا وأحد الأمور التي ميزت أهل السنة عن الشيعة حبهم لأصحاب نبيهم وتعظيمهم إياهم وقولهم فيهم إنهم أفضل البشر بعد النبيين والترضي عنهم أجمعين؛ لا كما عليه الشيعة من بغضهم لهم وتحقيرهم وقولهم فيهم إنهم شر الخلق ولعنهم وسبهم في كل وقت وحين، ولم يستثنوا أحدا من ذلك سوى ستة أو سبعة أو ما قارب ذلك. وبالجملة إن نسبة حل السب لأهل السنة في الكذب مثل قول القائل الضدان يجتمعان والأربعة فرد والثلاثة زوج وشريك الباري ممكن بالإمكان الخاص ونحو ذلك. ولا ينبغي أن يزاد في جواب زاعم ما ذكر من تلك النسبة على قول: {ألا لعنة الله على الكاذبين} لظهور كذبه وغنائه عن البيان عند من عرف معنى لفظ أهل السنة والجماعة. هذا والكلام في خصوص حل سب معاوية وإكفاره ولعنه يعلم أيضا حكمه مما تقدم وقد صرح الإمام مالك بأن من قال إنه كان على ضلال وكفر قتل. ويفهم من الرواية الأخرى أن من كفره فقد كفر وكذا من قال بحل لعنه كما يقتضيه كلامهم. فإنه من كبار الصحابة وكان أحد الكتّاب لرسول الله ﷺ كما صح في مسلم وغيره. وفي حديث سنده حسن: «كان معاوية يكتب بين يدي رسول الله » قال المدايني: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي ﷺ على وحي ربه. وهي مرتبة رفيعة. وروى الترمذي وقال إنه حديث حسن «أن رسول الله دعا له فقال: اللهم اجعله هاديا مهديا» ودعاءه لأمته مستجاب ومتى كان هذا مستجابا كان في معاوية صفتان يقعدان لاعنه ومكفره على عجزه. وأخرج الملا في سيرته ونقله عنه المحب الطبري في رياضه أنه ﷺ قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأقواهم في دين الله تعالى عمر وأشدهم حياء عثمان وأقضاهم علي ولكل نبي حواري وحواري طلحة والزبير وحيث ما كان سعد بن أبي وقاص كان الحق معه وسعيد بن زيد من أحباء الرحمن وعبد الرحمن بن عوف من تجار الرحمن وأبو عبيدة بن الجراح أمين الله تعالى وأمين رسول الله ﷺ وصاحب سري معاوية بن أبي سفيان فمن أحبهم فقد نجا ومن أبغضهم فقد هلك» وفي هذا من الدلالة على فضله ما لا يخفى. وقد فاز بمصاهرة النبي ﷺ فإن أم حبيبة أم المؤمنين أخته وقد قال : «دعوا أصحابي وأصهاري فإن من حفظني فيهم كان معه من الله تعالى حافظ ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله تعالى منه ومن تخلى الله تعالى منه يوشك أن يأخذه» رواه الإمام الحافظ أحمد بن منيع. وروى الحارث بن أبي أسامة عن النبي : «عزيمة من ربي وعهد عهده إلي أن لا أتزوج إلى أهل بيت ولا أزوج بيتا إلا كانوا رفقائي في الجنة» والأخبار المشعرة بفضله كثيرة. وما طعن به المخالف مردود عليه. وقد ألف العلامة ابن حجر للسلطان همايون من سلاطين الهند رسالة نفيسة في الذب عن معاوية سماها تطهير اللسان والجنان عن الحظور والتفوه بثلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان، وأجاب عن الأخبار الموهمة للنقص في حقه . ونزول الحسن له عن الخلافة ومبايعته عليها ووقوع الإجماع إذ ذاك على خلافته لا يبقي سبيلا إلى سبه، ويجعل القول بكفره والعياذ بالله تعالى كفرا لا شبهة فيه لما فيه من تضليل الأمة التي لا تجتمع على ضلالة أبدا، لا سيما ومن جملة المجمعين المعصوم وهو الحسن على ما هو معتقد الشيعة. ودعوى الإكراه قد مر الجواب عنها فتذكر. والكلام في عمرو بن العاص نظير الكلام في معاوية كما علمت مما روي عن الإمام مالك وغيره. وقد كان النبي ﷺ يقربه ويدنيه بعد أن أسلم وولاه غزاة ذات السلاسل وأمده بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح ثم استعمله على عمان فتوفي وهو أميرها. ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر وهو الذي افتتح قنسرين وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية. وأخرج أحمد من حديث طلحة أحد العشرة رفعه: «عمرو بن العاص من صالحي قريش» ورجال سنده ثقات إلا أن فيه انقطاعا بين ابن أبي مليكة وطلحة. وأخرجه البغوي وأبو يعلى من هذا الوجه وفيه زيادة: «نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله» وموافقته لمعاوية في قتال علي كرم الله وجهه ليس بكفر على ما علمت. ويدل على ذلك أيضا ما رواه الطبراني بسند رجاله موثقون على خلاف في بعضهم أن الأمير كرم الله وجهه قال: «قتلاي وقتلا معاوية في الجنة» فإنه ظاهر في أن الأمر كان عن اجتهاد وللمخطئ فيه أجر واحد وللمصيب أجران إلى عشرة أجور. وقد جاء في صحيح البخاري عن عكرمة عن ابن عباس ما يدل على أن معاوية كان من أهل الاجتهاد. ونص غير واحد على أن عمرو بن العاص أيضا كذلك. فهو معذور فيما صدر منه وإن كان مخطئا كسائر من بغى على علي كرم الله وجهه. والحكايات الدالة على أنه إنما وافق معاوية للدنيا لا للدين مما نقلها المؤرخون في كتبهم من غير سند لها لا يعول عليها، وحال المؤرخين في النقل معلومة فلا ينبغي الاغترار بنقلهم إلا إذا وجدت فيه شروط القبول. ومما لا يعول عليه من ذلك ما نقله ابن الوردي أن عمرا انحرف يوما عن معاوية فاستعتبه معاوية فأنشده: معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل ** به منك دنيا فانظرن كيف تصنع فإن تعطني مصرا وتربح صفقتي ** شريت بها شخصا يضر وينفع فولاه مصر وجهزه إليها لذلك. والثابت عند أهل الأخبار أنه ولي مصر وسار إليها بعد ما كان من أمر الحكمين وحكم فيها من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات. وأما أنه أنشد ما أنشد فغير ثابت. ومما ينتظم في هذا السلك بعض الأخبار المشعرة بذمه وذم اجتماعه مع معاوية؛ وهو ما روي أن شداد بن أوس دخل على معاوية وعمرو معه على فراشه فجلس بينهما وقال: أتدرون ما أجلسني بينكما إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إذا رأيتموهما جميعا ففرقوا بينهما فوالله ما اجتمعا إلا على غدرة فأحببت أن أفرق بينكما» انتهى فإن هذا الخبر لم يثبت لأن في سنده من قال الحافظ الهيثمي فيه: لا أعرفه. وبعض المحققين أجاب عنه على تقدير صحته بما لا يخلو عن نظر. نعم ضرر اجتماعهما في قتال الأمير كرم الله تعالى وجهه والبغي عليه أمر ظاهر لا مساغ لإنكاره، إلا أنهما معذوران عند أكثر الجماعة أو مكفَّر عنهما ذلك على ما أشير إليه في ما سبق. ولو لم يُقل بهذا ولا ذاك فنهاية ما يمكن أن يقال كونهما آثمين، وأما الكفر وحل اللعن والسب فما لا يمكن أن يقال بوجه من الوجوه وحال من الأحوال. ومما هو ظاهر في أن عمرا لم يكفر بما فعل أن الأمير كرم الله وجهه تمكن من قتله في صفين كما هو مشهور عند الموافق والمخالف ولم يقتله ولو كان كما يزعمه الشيعة لما منعه من قتله مانع كما لا يخفى. وبالجملة تكفير أحد من الصحابة الذين تحقق إيمانهم وصدقهم وعدم نفاقهم والإقدام على لعنه بمجرد شبهة هي أوهن من بيت العنكبوت كفر صريح لا ينبغي أن يتوقف فيه. وللشيعة الذين في زماننا الحظ الأوفى من هذا الكفر لأنهم كفروا إناسا من الصحابة كان الأمير يصلي وراءهم ويقتدي بهم في الجمع والجماعات كأبي بكر وعمر وعثمان وقد درج معهم على أحسن حال وأرفه بال، زوج ابنته أم كلثوم من عمر ونكح هو كرم الله وجهه من سبي أبي بكر خولة الحنفية وصدر منه كرم الله وجهه من حسن المعاملة مع الخلفاء ما لا يقبل تأويلا. وهو مما يلقم الشيعة حجرا لكونهم أسوأ الخلق عقيدة وأكثرهم جرأة وأظهرهم ضلالا. قال في تبصرة الحقائق: الشاك في كفرهم إن شك في أن قولهم هل هو فاسد أم لا فهو كافر وإن علم أن قولهم ضلال وبدعة وشك في كونه كفرا ففي تكفير خلاف. وممن حكم بكفر الشيعة وإلحاق ديارهم بدار الحرب جماعة من المتأخرين كالعلامة ابن كمال وشيخ الإسلام أبي السعود وغيرهما. ولولا خوف الإطناب لأتيت من فضائحهم بالعجب العجاب، وفيما ذكرناه كفاية فيما نحن بصدده من الجواب. والله تعالى الهادي إلى صوب الصواب. الخاتمة في تفاوت الصحابة في الفضل وأما الخاتمة ونسئل الله تعالى حسنها ففي تفاوت الصحابة في الفضل اعلم أن أفضل الخلق على الأصح وعليه أكثر الناس الأنبياء ـ عليهم السلام ـ وأفضلهم المرسلون وأفضلهم أولوا العزم وأفضلهم محمد ﷺ وهل هو أفضل من المجموع كما أنه أفضل من كل واحد أم لا فيه خلاف، والذي أميل إليه الأول. وأفضل الأمم أمته كما يشهد له الآيات والأخبار وأفضلهم صحابته للآيات أيضا وللأحاديث البالغة مبلغ التواتر وإن كانت تفاصيلها آحاد وأفضلهم الخلفاء الأربعة الراشدون وهم في الفضل كما روي عن أبي منصور الماتريدي وأبي الحسن الأشعري على ترتيبهم في الإمامة وعن مالك تقديم علي كرم الله وجهه على عثمان وادعى غير واحد رجوعه إلى ما تقدم، ثم تمام العشرة ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان. وممن له مزية لا تنكر أهل العقبتين من الأنصار وكذلك السابقون الأولون. وقد تجتمع صفتان فأكثر في شخص واحد من الصحابة فيكون بدريا أحديا من أهل بيعة الرضوان مثلا ولا يلزم من ذلك محذور تفضيل الشيء على نفسه كما لا يخفى. وقال بعضهم: أفضل الصحابة أهل الحديبية وأفضلهم أهل أحد وأفضلهم أهل بدر وأفضلهم العشرة وأفضلهم الخلفاء الأربعة وأفضلهم أبو بكر . وزعمت الخطابية أن أفضلهم عمر بن الخطاب والشيعة أن أفضلهم علي كرم الله وجهه وأنف بعضهم عن أن يقال فيه كرم الله وجهه إنه أفضل الصحابة وأنشد في ذلك: يقولون لي فضل عليا عليهم ** وكيف أقول الدر خير من الحصى ألم تر أن السيف ينقص قدره ** إذا قيل هذا السيف خير من العصا وزعمت الراوندية أن أفضل الصحابة العباس بن عبد المطلب وتوقف بعض الناس على تفضيل أحد منهم بخصوصه وقال: الأسلم بعد اعتقاد جلالتهم عدم الخوض في التفضيل فليس هنا ما يفيد اليقين. وفي المواقف وشرحه بعد كلام في تعيين الأفضل من الصحابة أن مسألة الأفضلية لا مطمع فيها من الجزم بها إذ لا دلالة للعقل بطريق الاستقلال على الأفضلية بمعنى الأكثرية في الثواب بل مستندها النقل وليست مسألة يتعلق بها عمل فيكفي بها الظن بل هي مسألة علمية يطلب فيها اليقين والنصوص بعد تعارضها لا تفيد القطع على ما لا يخفى على منصف لأنها بأسرها إما آحاد أو ظنية الدلالة وليس الاختصاص بكثرة أسباب الثواب موجبا لزيادته قطعا لأن الثواب تفضل من الله تعالى عند أهل الحق فله أن لا يثيب المطيع ويثيب غيره وثبوت الإمامة وإن كان قطعيا لا يفيد القطع بالأفضلية بل غايته الظن كيف ولا قطع بأن إمامة المفضول لا تصح مع وجود الفاضل لكنا أوجدنا السلف قالوا بأن الأفضل أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وحسن ظننا بهم يقضي بأنهم لو لم يعرفوا ذلك لما أطبقوا عليه فوجب علينا اتباعهم في ذلك القول وتفويض ما هو الحق فيه إلى الله تعالى وإلى عدم الجزم ذهب الآمدي. انتهى المراد منه ولا تخفى متانته. وفي فتوحات الشيخ الأكبر ـ قدس سره ـ ما يوافق ذلك فإنه قال: إن تقديم الخلفاء بعضهم على بعض لا يقتضى الجزم بالتفضيل بل ذلك راجع إلى الله تعالى ولم يعلم به فالله سبحانه يحفظنا من الفضول. وفي كلام الشيخ السهروردي في عقيدته ما يوافقه أيضا. ونقل عن الباقلاني أيضا أن مسألة التفضيل على الترتيب المشهور ظنية، وفي ذلك مخالفة لما عليه الإمام الأشعري حيث ذهب إلى أنها قطعية، قيل: وعليه فضل علي كرم الله وجهه على سائر الصحابة مبتدع قطعا وعلى القول الآخر فيه لا قطع بابتداعه، والمشهور عند الجماعة إطلاق القول بابتداعه وأن من فضّله كرم الله وجهه بالمحبة مبتدع أيضا ما لم يكن من ذريته، وهو خلاف الإنصاف كما لا يخفى على منصف. ومن الناس من لم ير تفضيله على الكل ابتداعا لما ثبت من جلة من أئمة الحديث أنه ما ورد في صحابي ما ورد في علي كرم الله وجهه من الأخبار النبوية والمدائح المصطفوية مع ما تواتر عنه من الشجاعة والعلم والإيثار وملازمة النبي ﷺ صغيرا وكبيرا وغير ذلك، وكون غيره أشجع منه وأعلم وأكثر ملازمة له ﷺ في حيز المنع وجعل الابتداع عدم توفية الباقين حقهم من التفضيل، بل قد يجر ذلك إلى الكفر والعياذ بالله تعالى وأطال الكلام في ذلك وفيه نظر. ونقل عن آخرين أنه كرم الله وجهه ولما اجتمع فيه من الصفات ما لم يجتمع في غيره كان هو الخليفة بعد رسول الله ﷺ بلا فصل ولكن من طريق الباطن الذي يدور على الإرشاد وتربية المريدين وتصفية بواطنهم وغير ذلك مما تقتضيه الولاية، وأما أبو بكر فهو خليفة رسول الله ﷺ أيضا بلا فصل أيضا ولكن من طريق الظاهر الذي يدور عليه سد الثغور وتجهيز الجيوش وتنفيذ الأحكام وحفظ بيضة الإسلام ونحو ذلك. ومن هنا كان معظم سلاسل السادة الصوفية قدست أسرارهم منتهية إلى علي كرم الله وجهه دون غيره من الصحابة الكرام انتهى. وأنت تعلم أن دعوى خلافتين ظاهرية وباطنية غير مسلمة عند أهل الظاهر وإثباتها عليهم صعب جدا فتأمل. واعلم أيضا أن المشهور أيضا من مذهب الجماعة أنه -وهو الحق- لا يبلغ أحد من الأمة إلى يوم القيامة درجة واحد من الصحابة في الفضل ولو فعل ما فعل من الطاعات. ويشهد له ظواهر كثير من الآي والأخبار. وعلى هذا جاء ما نقل عن الإمام الجليل عبد الله بن المبارك ـ عليه الرحمة ـ أنه سئل فقيل له: يا أبا عبد الرحمن أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: "والله إن الغبار الذي دخل في أنف فرس معاوية مع رسول الله ﷺ أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله ﷺ فقال رسول الله سمع الله لمن حمده فقال معاوية : ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا" الشرف الأعظم. وأما ما روي عن أنس عن النبي ﷺ أنه قال: «أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم أخره» فلا يعارض ما تدل عليه تلك الظواهر لأن المراد منه كما قال ابن قتيبة تقريب آخر هذه الأمة إلى أولها في الفضل كما تقول لا أدري أوجه هذا الثوب خير أم مؤخره وقد علمت أن وجهه خير، ولكنك تؤيد تقريب مؤخره من وجهه في الجودة، وغير ذلك مما هو مذكور في محله. هذا والحمد لله حمدا غضا والصلاة والسلام على نبيه النبيه حتى يرضى وعلى آله وأصحابه نجوم الهداية ورجوم الغواية ما ظهر الحق والصواب وأحرق شياطين الأوهام من فلك العلم شهاب. وكتب أفقر العباد إليه عز شأنه أبو الثناء شهاب الدين السيد محمود المفتي ببغداد عفى عنه سنة 1254 رمضان. ثم طبع هذا الكتاب المستطاب الحري أن يكتب بالتبر المذاب على ذمة حضرة السيد أحمد شاكر أفندي وشبل المؤلف المرحوم لا زال راتعا في رياض الفضائل والعلوم وذلك سنة 1301 من ذي القعدة الحرام. ------------------------------------ الكتاب الثاني ------------------------------------ أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية للقرافي رب يسر وأعن يا الله الحمد لله محكم الصنائع ومحكم البدائع ومميز القطر والطبائع ومرقيها إلى أعلى المراقي وأسنى المطالع ومودعها أنوار حكمته المشرقة اللوامع وناصبها للذب عن العقائد والأديان والشرائع ومؤيدها بالبراهين الظاهرة والأدلة الباهرة القواطع. أحمده على الإسلام الذي هو ناسخ للملل ورافع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أجاهد بها عن الحق وأدافع، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث لكل دان من الخلق وشاسع، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما سجد له ساجد وركع راكع. هذا ولما رأيت مولانا السلطان الملك الكامل الناصر لدين الله بالمعالي الجامع للمفاخر والمعالي -أدام الله نصرته وأعز أسرته وحمى به منار الملك وأسرته، وشكر عن المسلمين والإسلام سيرته وسريرته، ونور في أعلى منار بالشريعة بصره وبصيرته، ولا زالت دولته طويلا ديلها جميلا مع الليالي والأيام سيرها وسبيلها مجلوبا على الأولياء خيرها مجلبا على الأعداء حلها- قد أقام للعلوم أسواقا فأفاضت به تفد الأفول أقمارها وظهرت به بعد الدروس آثارها وجمع بسعادته ما تفرق من شملها وقوي بإنعامه ما وهن من حبلها وعظم بإكرامه ما انحمل من أهلها، فصار جنابه مراد الرائدين وملجأ الوافدين والقاصدين وموسم الآمال وكعبة الإقبال، يهدي إليه كل أحد على قدره وطاقته ومكنته من الفضل واستطاعته رجاء النفاق عليه، إذ لا موئل للأفاضل والفضائل إلا إليه، إذ هو بصير العلماء وخبير الفضلاء، إن قصد إليه فنعم مطرح الرجاء وإن استند إليه كان محط الالتجاء. لما رأى المملوك تفننهم في الإهداء وما يعرضونه بمقام البهاء والسناء من كلام منثور ومنظوم كالوشي المرقوم والسحاب المركوم، وهو ذو إصغاء إلى قليلهم لا يمل من ناثرهم وناظمهم وناقلهم، إن نظر كان له نظر مصيب وإن تكلم وجد له في كل علم نسيب، أجلتُ طرف الفكر ميدان النظر أي فن أقصد إليه وأرجو من الله أن يثيبني في الآخرة عليه، فظهر لي أن أولى ما تصرف إليه الهمم وتتفاوت فيه القيم وتتنافس فيه الأفاضل ويتميز به المفضول من الفاضل الذب عن حوزة الدين وحراسة بيضة المسلمين بالبحث في الملل والأديان وإقامة الدليل على وحدانية الملك الديان بالنظر السليم والفكر القويم المفضي إلى المعارف المنجي من المتالف الداعي إلى الرشاد المنقذ من الضلال والفساد المفترض على العباد، ليعرف الله تعالى حق معرفته وينزه عما يجوز على بريته، مظهرا للدين الحنيفي الدعائم والأركان موضحا ظهوره على جميع الأديان. فنظرت في أهل الشرائع والمذاهب وتفكرت فيمن هو فيها عن التوحيد ذاهب، فلم أجد سوى مذهب النصارى الضالين الحيارى المتشبثين بخيوط العنكبوت القائلين بحلول اللاهوت في الناسوت. ووجدتهم مع قلة علمهم وعدم فهمهم وكثرة جهلهم قد طبقوا أكثر الأرض بطولها والعرض، فقلت: الآن ظفرت بطلبي وحصل لي بحمد الله مطلبي، فرأيت أن أصنف لمولانا السلطان أعزه الله تعالى في الرد عليهم كتابا أتحفه فيه بغريبه وأنفرد فيه بطريقة عجيبة، أجمع فيه مذاهبهم على جليتها وأخاطبهم بفصوص نصوصهم وأجادلهم بها مجادلة الأقران وأبارزهم على نقضها مبارزة الشجعان. وبالاختبار تظهر حيلة الأسرار، وبالامتحان يكرم الرجل أو يهان. وسميت الكتاب أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية، وقسمته على أربعة أصول: الأصل الأول: حكاية مذهب النصارى على جليته وكيف استدلوا بزعمهم على صحته من المنقول واعتقاد كل فريق منهم في الإله من طريق المعقول وسبب وضعهم للأمانة وحكاية مجامعهم العشرة وكيف كفّر بعضهم بعضا ولعن بعضهم بعضا، وكيف ارتكبوا في هذه المجامع الضلالات ووقعوا في حيرة في معرفة خالق الأرضين والسموات، وكلما أرادوا أن يخرجوا بجمع منها إلى الوجود ردتهم قلة معرفتهم إلى نهاية الجمود. وفي هذا الأصل سبعة فصول. الأصل الثاني: في الرد عليهم، وفيه نقض الفصول. وفي هذا الأصل تبيين كشف أسرارهم وهتك أسرارهم وأنهم ارتكبوا المستحيل وخالفوا ما جاء في التوراة والإنجيل. الأصل الثالث: في بيان غلط النقلة للأناجيل وبيان تناقضها. الأصل الرابع: في ذكر النبي الأمي في الإنجيل كما أخبر عنه في محكم التنزيل. أما الأصل الأول فيتضمن سبعة فصول: الفصل الأول: في حلول الكلمة بزعمهم في مريم البتول واتحادها مع يسوع. الفصل الثاني: في سبب كون المسيح جاد بنفسه وسهل عليه سفك دمه. الفصل الثالث: في حكاية صلب المسيح بزعمهم. الفصل الرابع: في دليلهم على الثالوث من المنقول وتمثيلهم له بالمعقول. الفصل الخامس: في إشارة التوراة إلى الصليب وإلى ضرب الناقوس. الفصل السادس: في إشارة التوراة وكتب الأنبياء إلى مجيء المسيح إما بإشارة أو بتصريح. الفصل السابع: في اعتقاد كل فريق منهم في الإله من طريق المعقول وسبب وضعهم للأمانة وذكر مجامعهم العشرة. الفصل الأول في حلول الكلمة واتحادها بيسوع زعمت النصارى أن الله سبحانه لما خلق السماوات والأرض كان قد قدّر في الأزل أن آدم عليه السلام يعصي ربه عز وجل وأن الشيطان يغويه، فلما عصاه وأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها عاقبه وذريته بورود جهنم. ولما رحم الله تعالى عباده وأشفق عليهم ألقى كلمته إلى مريم البتول فتجسدت الكلمة في جوفها فخرج منها إله تام من إله تام، نور من نور. قالوا: فخلص سيدهم يسوع المسيح العالم من حبال الشياطين التي كانوا يقودون فيها الآدميين إلى الجحيم، فما عرفته الشياطين وظنوا أنه واحد من بني آدم، فصُلب وقتل بغير ذنب، وعند ذلك تردّى إلى الجحيم فكسر أبوابها وأخرج منها أولياء الله وأنبياءه ثم صعد إلى السماء. وزعموا أنهم يرونه يوم القيامة على تلك الهيئة، أعني قاعدا على يمين أبيه يدين الأمم. الفصل الثاني في سبب كونه جاد بنفسه وسهل عليه سفك دمه قالوا أما سبب كونه جاد بنفسه وسهل عليه سفك دمه ليكون ذلك سنة في القرابين ويكون مجيئه لتنقذ الأولياء والصالحين من الذنب الذي كانوا به معاقبين، إذ كانوا بذنب آدم الذي عصى ربه معذبين، فخلصهم بالماء والدم اللذين خرجا منه عندما صلب على الصليب وطعنه يودس بالحربة. والحربة إلى اليوم مع الصليب الذي صلب عليه موجودا في الكنائس. ولأجل ذلك إشارة التوراة في القرابين التي أمر الله بها موسى عليه السلام في التثنية من ذبح الأنعام وإراقة الدماء تقربا إلى الله تعالى. الفصل الثالث في حكاية صلب المسيح بزعمهم قالوا: قال داود عليه السلام في المزمور الواحد والعشرين الذي حكى فيه صلب المسيح، قالوا: قال سيدنا المسيح وهو على الصليب: "إلهي إلهي لماذا أهملتني، كلمات بعيدة عن خلاصي، إلهي دعوت نهارا فلم تسمع، وليلا فلم أسكت، هللت في القدس: يا مادح إسرائيل، عليك توكلوا آباؤنا فأنجيتهم، إليك هجوا وخلصوا، عليك توكلوا فلم يخزوا، فأما أنا فدودة وليس إنسانا، عار البشر وزالة الشعب، وأنت يا رب رجائي، من ثدي أمي عليك ألقيت من الرحم من بطن أمي، أنت هو إلهي، لا تبعد عني فإن الشدة قريبة، أحدقت بي عجول كثيرة وثيران سمان اكتنفتني، وجعلوا المرارة طعامي، وفي عطشي أسقوني خلّا، ثقبوا يدي ورجلي، أحصوا جميع عظامي، نج نفسي من الحوبة، وخلصني من فم الأسد، لأخبر باسمك في إخوتي وفي وسط الجماعة أسبحك، يخبر بالرب الجليل ويبشرون بعدله الشعب المولود الذي اصطنع الرب. الفصل الرابع في دليل الثالوث من التوراة والإنجيل..

  الكتاب الاول الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية لأبي الثناء شهاب الدين محمود الحسيني الآلوسي البغدادي نزل اللهم يا ...